عندما فاز أحمدي نجاد بعهدة رئاسية جديدة، كان الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز من أوائل ، إن لم يكن أول المهنئين، متحديا بذلك الموقف الغربي عامة تجاه إيران، المؤيد لموسوي، والمشكك في الإنتخابات، وتقوم وسائل إعلامه بتأجيج الشارع الإيراني. ويوم الأحد الماضي كان شافيز أول رئيس يدين الإنقلاب العسكري على رئيس الهندوراس، ويهدد بالتدخل عسكريا إذا تم الإعتداء على سفير فنزويلا في الهوندوراس. وكان شافيز قد ذاق مرارة الإنقلاب العسكري عليه عام 1998، لكن ضغط الشارع جعله يعود إلى الحكم بعد 36 ساعة. شافيز يؤيد نجاد لأنه خصم لأمريكا، ويؤيد الرئيس الهندوراسي المنقلب عليه مانويل زيلايا لأنه يساري وحليف لفنزويلا، ويسعى شافيز منذ سنوات لتحويل أمريكا اللاتينية باتجاه اليسار كرد فعل على سياسة الولاياتالمتحدة تجاهها خاصة في فترتي حكم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. ومانويل زيلايا ، الذي نجح في تحويل الهندوراس نحو اليسار بعدما كانت حليفة لأمريكا، أضحى منذ 2006 يثير قلق الجيش والصفوة الغنية. لذلك تم استغلال فرصة سعيه لتعديل الدستور بما يسمح له بالترشح لعهدة جديدة عام 2010 ليتم الإنقلاب عليه ونفيه إلى كوستاريكا. أمريكا لم ترحب، بل نددت بالإنقلاب، وهو موقف ذكي للرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي يعمل على تحسين صورة أمريكا في العالم وخاصة في أمريكا اللاتينية. لكن بدون شك فإن واشنطن تعتبر ذلك شأنا داخليا، ولن تؤيد الطرح الداعي لعودته إلى " الحكم فورا " الذي تتبناه فنزويلا ودول لاتينية أخرى. فأمريكا التي فرطت لسنوات في مبدأ مونرو " أمريكا للأمريكيين " ، حيث مالت 12 دولة في أمريكا اللاتينية نحو " اليسار " ، وأيدت محاولة الإنقلاب الفاشلة على شافيز ، كمحاولة لرد الإعتبار لمبدأ مونرو، لن تفرط بحال مستقبلا في هذا " المبدأ الحيوي " . وإذا كان شافيز هو الخاسر الأكبر فيما حدث، رغم صغر الهندوراس التي تحصي فقط 7 ملايين نسمة، وتعتمد بدرجة كبيرة على تصدير البن، فإن أمريكا هي الرابح في العملية لحد الآن، وليس سهلا أن يعود زيلايا إلى الحكم وشعبيته تراجعت بنحو 30 بالمئة بسبب الأزمة المالية العالمية.