خصّصت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فترة إضافية للناجحين الجدد في شهادة البكالوريا خلال التسجيلات الجامعية لهذه السنة من أجل مراجعة بطاقة اختياراتهم قبل اتخاذ القرار النهائي وهو ما لم يكن معمولا به في السنوات الماضية، كما أعلنت عن تدابير جديدة لاستقبال الطلبة بالإضافة إلى الشروع في اعتماد مدارس تحضيرية كبرى ابتداء من سبتمبر المقبل استعدادا للعمل بنظام أقطاب الامتياز. وضعت وزارة التعليم العالي إجراءات جديدة تحضيرا لاستقبال الوافدين الجدد إلى القطاع من حملة شهادة البكالوريا لدورة جوان 2009، حيث كشف مصطفى حوشين من موقعه مدير التكوين بالوزارة أن فترة التسجيلات الجامعية الأولية للطلبة الجدد ستنطلق ابتداء من يوم 12 من شهر جويلية الجاري على أن تستمر عبر الانترنيت إلى غاية 17 من الشهر ذاته قصد السماح للناجحين الجدد من اختيار التخصصات التي يرغبون الالتحاق بها بناء على النتائج المحصّل عليها في البكالوريا. وبحسب ما أعلن عنه حوشين الذي كان يتحدّث في حصة "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة، فإن وزارة التعليم العالي قرّرت هذا العام منح الطلبة الجدد فترة إضافية للحسم نهائيا في اختياراتهم، وهي الفترة التي تمّ تحديدها وفق مخطّط الوزارة بين 18 و22 جويلية بما يسمح لهؤلاء التأكيد بشكل نهائي على اختياراتهم الأولى، حيث نصح ذات المسؤول الناجحين بعدم التسرّع في تحديد التخصّصات التي يرغبون فيها وهو هدف الوزارة من هذا الإجراء الجديد. وفي هذا السياق أكد مصطفى حوشين أن الطلبة الذين لم يحصلوا على واحدة من الرغبات العشر المحدّدة في الدليل الذي سيستلمونه لدى سحبهم كشف النقاط لديهم فرصة أخرى لتقديم الطعون في الفترة بين 29 جويلية إلى 3 من شهر أوت المقبل، كما أعلن بالمناسبة أن فترة التسجيلات النهائية ستمتد بين 29 من الشهر الجاري إلى غاية السادس أوت. وإضافة إلى كون التسجيلات الجامعية إجبارية عبر الانترنيت للعام الرابع على التوالي، فإن وزارة التعليم العالي حرصت على إبلاغ حاملي البكالوريا الجدد بأنها وضعت إستراتيجية تضمن استقبالهم في أحسن الظروف مهما كانت نسبة النجاح مرتفعة لهذه السنة، حيث حرص حوشين على الدفاع عن اعتماد نظام التوجيه من هذا النوع "لأن التسجيلات عبر الانترنيت تسمح بتوجيه الطالب وفق النتيجة المحصّل عليها وبناء على اختياره وكذا ظروف الاستقبال" يقول المتحدث الذي أضاف بأن هذا النظام عادل، ناصحا الطلبة بضرورة حسن الاختيار خاصة بعض التخصّصات التي لا تحظى بالاهتمام رغم أهميتها. وبخصوص اعتماد نظام الإصلاح المعروف ب "أل أم دي"، أوضح مصطفى حوشين أن الهدف الأول قد تحقّق وهو تخرج أول دفعة من الماستر ودخول أول دفعة من الدكتوراه، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي يبقى تطوير مدارس الامتياز على أن تصبح أقطاب امتياز، وهو ما دفعه إلى التأكيد بأنه ابتداء من شهر سبتمبر سيتم اعتماد مدارس تحضيرية كبرى مخصّصة للطلبة المتفوقين على مستوى المدرسة الوطنية للإعلام الآلي وكذا المدرسة متعدّدة التقنيات بالحراش، واعتبر أن خيار المدارس الكبرى له أهمية بالغة من منطلق أنه يستجيب لسوق العمل ويضمن تكوينا يواكب السياسة الاقتصادية للبلاد. كما أوضح مدير التكوين العالي بوزارة رشيد حراوبية أنه رغم الانتقادات التي لقيها نظام الإصلاح إلا أن ذلك لا ينقص مما تحقّق حتى الآن، مؤكدا أن الأقسام التحضيرية التي تسبق اعتماد المدارس الكبرى ستكون تجربة مفيدة للطلبة، لافتا إلى أن أهم نقطة في الإصلاح تكمن في أن التخصّصات والفروع المتوفّرة يتم اختيارها على أساس الاحتياجات الاقتصادية بوجود حوالي 2200 تخصّص في فروع الليسانس وأكثر من 1000 تخصّص في الماستر. وقال مصطفى حوشين إن وزارة التعليم العالي تشجّع الطلبة للذهاب نحو التخصّصات التي تضمن لهم المستقبل، قبل أن يخلص إلى أن "هدفنا هو تكوين حاملي شهادات ليتوجّهوا إلى سوق العمل، وبالتالي فإن هؤلاء مطالبون بتكوين أنفسهم طيلة فترة الدراسة من خلال التربصات التي توفّرها مختلف المؤسسات، وهذا هو الهدف الأساسي من الإصلاح الذي وضعناه".