الجيران المغاربة بدأوا الانفتاح السياسي التعددي معنا أو قبلنا بقليل•• ولكنهم نجحوا في إرساء شبه تعددية حزبية موصلة للسلطة بطريقة أو بأخرى•• أحزاب تقدم برامج للشعب المغربي فيزكي ما يراه مناسبا له•• وفي نفس الوقت يمارس المساءلة لهذه الأحزاب والحكومة عندما تنتهي العهدة•• صحيح أن التجربة ماتزال ضعيفة•• ولكنها واعدة وأفضل بكثير مما هي عندنا•• فالأحزاب أحزابا والتحالف تحالفا والمعارضة معارضة• أما عندنا، تحولت الأحزاب إلى حزب واحد والتصقت بالرجل الواحد وأصبحت غير قابلة للنضال وغير قابلة للمساءلة عما تفعل بالدولة والبلاد! بل إن قيادات هذه الأحزاب لا تتعرض للمساءلة من طرف مناضليها! حتى الصحافة، كانت قبل سنوات صحافة الجزائر متقدمة بأشواط على نظيرتها في المغرب الشقيق، ولكنها في العشرية الأخيرة انغمست صحافة الجزائر في الفساد، مثلها مثل بقية دواليب الدولة الأخرى•• وتراجع أداء هذه الصحافة إعلاميا وأصبحت تأكل من رصيدها المهني•• كانت أول ضربة وجهت لصحافة الجزائر في رئاسيات 2004 عندما تحزبت هذه الصحافة•• وتحولت إلى طرف في النزاع السياسي الحاصل حول الرئاسيات•• ولم تلتزم بالمهنية المطلوبة ! وهي اليوم تدفع دفعا إلى ارتكاب نفس الخطأ•• ولكن بالمقلوب! واليوم نلاحظ أن الصحافة المغربية تتعرض لنفس ما تعرضت له صحافة الجزائر قبل سنوات، لكن الصحافيين المغاربة انبروا إلى محاربة الفساد في صفوف الصحافة عبر تحرك نقابة الصحافيين المغاربة لتنظيف صفوفهم من المفسدين والمرتشحين•• وقالوا إن مهنة الصحافة مهنة نبيلة ولا ينبغي لها أن تلوث بالمفسدين ! فهل ينجح الزملاء في المغرب الشقيق في تنظيم مهنتهم من الأمراض التي فتكت بصحافة الجزائر؟! وهي أمراض الفساد والسياسة المسوسة وقلة المهنية؟! إن الإنتهازيين والإمعية والقابلية للمركوبية هي التي أنهت الظاهرة السياسية الواعدة في الجزائر•• ونفس الظواهر هي التي أتت على التجربة الإعلامية الجزائرية أو هي في الطريق•• ولكن الزملاء المغاربة تفطنوا لها باكرا في السياسة وأظن أنهم فعلوا ذلك أيضا في الصحافة ! قد تكون الجزائر عبارة عن مخبر مفتوح للأشقاء في المغرب، حدث هذا في الإرهاب والإسلام والأحزاب والصحافة !