يدخل اليوم ممارسو الصحة العمومية في إضراب مفتوح، بعد فشل لقائهم الأخير مع وزارة الصحة في إيجاد مقترحات جدية حول قائمة انشغالاتهم، مما يشل المؤسسات الاستشفائية العمومية والجواريةعلى المستوى الوطني باستثناء ولاية تندوف، ما عدا ضمان الحد الأدنى من الخدمات الاستعجالية • واعتبر تزامن الحركة الاحتجاجية مع حلول ذكرى تأميم المحروقات، و تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، إشارة تنديد بالتوزيع غير العادل للثروة الوطنية ومحاولة ضرب الحرية النقابية، في ظل استمرار التعامل مع المركزية النقابية دون غيرها من النقابات الأخرى • وأكد الأمين العام للنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية ،مرابط الياس، في تصريحه ل"الفجر"، أن الإضراب المفتوح ،الذي تم الإشعار به مسبقا، جاء تنديدا بسياسة التهميش المتبعة من طرف الوصاية، اتجاه ممارسي الصحة خاصة، ومحاولة إقصائهم من صياغة جميع القرارات الخاصة بهم، مشيرا إلى استفهامهم حول مصير قانونهم الخاص، الذي يظل حبيس الأدراج على مستوى مديرية الوظيف العمومي، دون سعي وزارة الصحة للتدخل، وطمأنتهم ما إذا تم أخذ مقترحاتهم بعين الاعتبار، التي جسدت في مسودة المشروع، إضافة إلى رفض الحكومة البت في فتح ملفات التعويضات• كما ندد مرابط بالتوزيع غير العادل للثروة الوطنية وعائدات البترول،التي أصبحت حكرا على فئة دون أخرى، مما جعل فئة عمال الوظيف العمومي، والتي تمثل أهم الشرائح في المجتمع ، تعيش معاناة التهميش، وضعف القدرة الشرائية، جراء الأجور الزهيدة• من جهة أخرى، توقع ذات المتحدث استجابة معتبرة للإضراب، خاصة في الولايات الجنوبية و الداخلية للوطن، باعتبار أن النقابة تعرف تمثيلا واسعا على مستوى مؤسسات الصحة الجوارية على غرار العيادات متعددة الخدمات والمراكز العلاجية، والمؤسسات الاستشفائية دون الجامعية منها، التي تتواجد على مستوى هذه الولايات خاصة، مثل ولاية البليدة وبومرداس، وأضاف أن نسبة التمثيل تختلف من ولاية إلى أخرى والتي تتراوح في العديد منها بين 60 و 70 بالمائة، في حين يصل التمثيل في البعض الآخر إلى 100 بالمائة،علما أن النقابة تتوفر على فروع على مستوى 47 ولاية، مستثنيا ولاية تندوف• وأضاف مرابط أن تجربتهم في الحركات الاحتجاجية والإضرابات تؤكد أن نسبة المشاركة تكون دائما متفاوتة بين اليوم الأول والأيام التي تليه، و قد طمأنت نقابة ممارسي الصحة العمومية كافة المواطنين بضمان الحد الأدنى من الخدمات الاستعجالية طيلة أيام الإضراب•