أعلن، أمس، رئيس الجمهورية من بسكرة، وكما كان منتظرا، عن مسح ديون الفلاحين السابقة التي بلغت 41 مليار دينار، وأكد بأن الخزينة العمومية ستشتري هذه الديون، وطالب البنوك بعدم مطالبة الفلاحين بديونها ابتداء من أمس السبت، ووجه خطابا للفلاحين، الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، أكد فيه على ضرورة جعل الفلاحة في المقام الأول من اهتمامات الشعب الجزائري، خاصة وأن مساحة الجزائر واسعة وذات مناخ متنوع وتتوفر على يد عاملة شابة وأرض خصبة، أغلبها مازالت عذراء، كما دشن عدة إنجازات اقتصادية واجتماعية وتعليمية• كما كان مبرمجا في أجندة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حل نهار أمس السبت ببسكرة في زيارة عمل وتفقد تدوم يوما واحدا، حيث كانت وجهته الأولى والوفد الوزاري المرافق له نحو مدينة سيدي عقبة للوقوف رمزيا على قطاع الفلاحة بإحدى المستثمرات الخاصة، التي تنوع فيها الإنتاج الزراعي بين الحبوب والبقوليات والخضر والفواكه والتمور وكذا تربية الماشية، من بقر غنم• وتتربع هذه المزرعة النموذجية على مساحة 24 هكتارا، حيث استقبل فيها رئيس الجمهورية بحفاوة كبيرة وأبدى من جهته إعجابه بجودة الإنتاج المعروض في جناح من المزرعة، وأكد خلال جولته في المزرعة على ضرورة تنويع وتجويد الإنتاج الزراعي لمنافسة الأسواق الخارجية وتحقيق الأمن الغذائي• وبالمناسبة، وجه رئيس الجمهورية خطابا للفلاحين، أكد فيه على ضرورة جعل الفلاحة في المقام الأول من اهتمامات الشعب الجزائري وشجع الفلاح الجزائري، الذي عرف كيف يسخر الإمكانيات المتوفرة محليا لإنتاج زراعي يمكن من المنافسة في الأسواق الزراعية العالمية بكل ثقة وجدارة• ولم يفوت الرئيس فرصة لقائه بالفلاحين ليعلن عن مسح ديونهم السابقة، التي بلغت 41 مليار دينار قدمتها الدولة كقروض مساعدة لدعم النمو الفلاحي، خاصة منذ سنة 1999 إلى يومنا هذا• وأكد بوتفليقة في خطاب ألقاه خلال الندوة الوطنية لتجديد الاقتصاد الفلاحي والريفي، أن هذا الدعم الملموس الذي تتيحه الدولة سيواكب "كافة أطوار عملية الإنتاج الفلاحي ونشاط تربية الماشية"، مضيفا أن الحكومة ستتولى القيام "بحملة شرح واسعة النطاق لمضمون وأهمية إجراءات التحفيز الجديدة التي تدخل حيز التنفيذ ابتداء من اليوم"• كما كشف السيد بوتفليقة كذلك عن إجراءات تحفيزية أخرى تتمثل في مساهمة الدولة في تحمل تكاليف اقتناء البذور والشتلات وإعادة إنتاجها مع منح دعم عمومي لأسعار اقتناء الأسمدة وكذا تخصيص مساعدة عمومية لاقتناء العتاد الفلاحي ومعدات تربية المواشي وتجهيزات الري المقتصد للمياه، حيث ستوجه هذه المساعدة "حصريا لصيغة البيع بالإيجار للتجهيزات المصنعة محليا"• وأعلن رئيس الجمهورية أيضا عن قرار الدولة بمنح طابع الديمومة للأسعار المعتمدة في السنة الماضية بالنسبة لمحاصيل القمح والشعير التي جمعتها التعاونيات، رغم انخفاض أسعار الحبوب في السوق العالمية، كما سيتم تقديم سعر تحفيزي فيما يخص جمع محاصيل الخضر الجافة• وفيما يتعلق بتدعيم إنتاج الحليب تأكد منح تحفيزات عمومية هامة موجهة لاقتناء البقر الحلوب موازاة مع رفع الدعم العمومي لإنتاج وجمع الحليب• بعد ذلك مباشرة، توجه إلى مدينة سيدي عقبة، التي خرج سكانها في طوابير طويلة أحاطت بالمركب الإسلامي "عقبة ابن نافع"، الذي دشنه رئيس الجمهورية وسط زغاريد وهتافات المواطنين، هذا واتجه بعد ذلك إلى قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة محمد خضير ببسكرة لإعطاء إشارة انطلاق الجلسات الوطنية للفلاحة الخاصة بتطوير الفلاحة والتجديد الريفي•