عادت مظاهر العنف المدرسي لتتصدر انشغالات الرأي العام الوطني، بعد تسجيل مظاهر عنف مورست ضد عدة أساتذة نهاية الأسبوع من قبل تلاميذهم، وكان أعنفها تعرض أستاذ بغليزان إلى اعتداء بالسلاح الأبيض كاد يودي بحياته، ورغم تصريحات وزير التربية المتكررة والمهددة باتخاذ إجراءات صارمة وردعية ضد المتسببين، حيث أكد أن القضية أحيلت على العدالة وأن العقوبات ستكون قاسية، إلا أن نقابات التربية وباقي الشركاء تؤكد عدم كفاية هذه الإجراءات، داعية إعادة النظر في البرنامج الدراسي، مع التدخل السريع للسلطات العليا• قصص يومية للعنف والرعب تهز قطاع التربية وفي محيط مؤسساته، والمتسبب الرئيسي إما التلميذ أو الأستاذ ويسود غموض حول كيفية تعامل المؤسسات التربوية مع العنف، في ظل عدم اتخاذ إجراءات كفيلة للحد من الظاهرة، وتجددت الحيرة مع نهاية الأسبوع الماضي حين كاد أستاذ يقتل بولاية غيلزان بعد أن أقدم تلميذان، سبق فصلهما من قطاع المدرسة، على اختراق المؤسسة التعليمية وإثارة عمليات شغب انتهت بطعن الضحية على مستوى رقبته• وفي ذات الأسبوع، قامت مديرة مدرسة ابتدائية وابنها بالاعتداء على أستاذة بولاية وهران، إضافة إلى هذا فقد صدر الحكم بعام على تلميذ بالمتوسط، بسبب اعتدائه على ملك الغير، دون إهمال قصة التلميذ الذي أقدم على ضرب أستاذة بإحدى إكماليات قسنطينة، عن طريق اللكمات تسببت في فقدان أحد أسنانها وإصابتها على مستوى الأنف، ما استدعى عملية جراحية عاجلة• الأطراف المعنية بالمجال التربوي أصبحت تتبادل التهم وتحمل الواحدة الأخرى مسؤولية ما يحدث• وفي هذا السياق أعلن وزير التربية ، على هامش الندوة الوطنية حول "المواطنة" بالعاصمة، عن توقيف الفاعلين الذين أقدموا على التعدي على الأستاذ بغليزان وإحالتهما على العدالة مباشرة، مؤكدا عدم تسامحه أمام مثل هذه الجرائم، وحمل بن بوزيد جزءا من المسؤولية للأسرة والمجتمع داعيا إياهم للمشاركة في محاربة الظاهرة، ورغم هول الخبر، إلا أن الوزير قلل من خطورته، مقارنة مع ما يحدث في الدول الغربية، مثل فرنسا وألمانيا• أما ممثل النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، وفي تصريحه ل "الفجر"، فقد طالب بتدخل السلطات العليا لمحاربة الظاهرة، مؤكدا على ضرورة إنشاء دورية للأمن الوطني بجانب كل مؤسسة تربوية، لزرع نوع من الأمن والهيبة أيضا في أوساط التلاميذ وكل من يختلط معهم في محيط المؤسسة الخارجي، مع مباشرة حملات تحسيسية بالوسط المدرسي والخارجي• كما دعا مزيان مريان إلى الاعتماد على أخصائيين نفسانيين لمعرفة انشغالات التلاميذ وتعويدهم على الإفصاح عن مشاكلهم عن طريق الحوار، بالاضافة الى تخصيص ساعة في المقرر المدرسي للتحدث حول الظاهرة• وأكد الأمين العام والمكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، عمراوي مسعود، ضرورة إعادة النظر في البرنامج الدراسي المقدم لفائدة التلاميذ، باعتبار أن دروسه غير كافية لإعادة الاستقامة للمتمدرسين• مشيرا في ذات السياق الى الدروس التي أقصيت خلال عملية الإصلاح واستبدالها بدقائق من التربية الخلقية مع غياب العنصر التحفيزي• وأشار عمراوي إلى ضرورة تفعيل جمعيات أولياء التلاميذ وتحديد أدوارها وحث الأولياء على المشاركة فيها بقوة، لمناقشة انشغالات أبنائهم، ووضع الأصبع على الداء، من أجل إيجاد أفضل الحلول•