قرر أساتذة التعليم بأطواره الثلاثة، مواصلة إضرابهم لأسبوع آخر قابل للتجديد، "مادامت الوصاية لم تقرر بعد النظر في مطالبهم التي رفعوها"، حيث أجمعت نقابات القطاع التي "حملت لواء الإضراب" على التأكيد على أن قرار العدالة بعدم شرعية الإضراب لم يبلغ لهم بعد. وفي الوقت الذي تقول فيه الوزارة إن نسبة متابعة الإضراب لم تتعد 30 بالمائة، تصر النقابات على أن الثانويات توقفت بنسبة 92 بالمائة والمتوسطات والإبتدائيات بنسبة 70 بالمائة. اجتمع، أمس، المجلس الوطني للإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، بحضور ممثلي كل الولايات وتقرر بالإجماع مواصلة الإضراب لأسبوع إضافي مفتوح. في حين يعقد اليوم المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني اجتماعه وذلك للنظر في آليات تسيير الإضراب الذي سيمتد إلى الأسبوع المقبل قابل للتجديد إلى غاية تلبية المطالب، حسب ما أوضحه ل"اليوم" بوديبة مسعود، المكلف بالإعلام لدى "الكناباست". شأنه شأن العمراوي مسعود، مسؤول الإعلام بالإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، فقد أكد بوديبة أن قرار العدالة الذي أعلن عنه وزير التربية أبو بكر بن بوزيد في بداية الإضراب والذي اعتمد عليه للقول بأن الإضراب غير مشروع، لم يسلّم إلى النقابات التي أعلنت الإضراب، في حين أوضح إيدير عاشور المكلف بالإعلام في مجلس ثانويات الجزائر الذي أكد بدوره ل"اليوم" عدم تسلم قرار العدالة " أن الوزارة ربما ستراسل مديريات التربية والمفتشين ومديري المؤسسات التربوية بقرار العدالة لتخويف الأساتذة". وفي وقت يرى فيه "الكناباست" أن الوصاية لم تحفظ مصداقية الدولة حين لجأت إلى العدالة لضرب الإضراب، مع علمها أن القاعدة هي التي أعلنت الإضراب وليست النقابات وبالتالي لا يمكن تطبيق قرار العدالة على آلاف الأساتذة، في وقت كان يمكن أن توقف الوصاية الإضراب بتلبيتها لمطالب الأساتذة المضربين، يرى "الكلا" أن لجوء الوصاية إلى العدالة" محاولة منها لتقليص الإضراب مادام أن هذا الإضراب قد قررته القاعدة والجمعيات العامة". ومن جهة أخرى، طمأن إيدير عاشور أولياء التلاميذ بأن مصلحة التلاميذ هي من صلاحيات الأساتذة الذين يسعون إلى فتح مناصب تدريس جديدة ومدارس جديدة، مما سينعكس إيجابا على التلاميذ في الأخير. وقد ذهب إيدير عاشور بعيدا في انتقاد الحاج دلالو، رئيس فديرالية أولياء التلاميذ، الذي حذر من وقوع التلاميذ رهينة صراع النقابات والوزارة حين قال "لا يمكن لدلالو أن يدافع عن مصلحة التلاميذ وليس له أطفال يدرسون"، بمعنى أن رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ ليس ولي تلميذ. في حين قال بوذيبة في هذا الشأن "كان ينبغي لأولياء التلاميذ أن يقولوا أن مؤطري أبناءهم منحطون معنويا وماديا واجتماعيا واقتصاديا قبل أن يقولوا إن التلاميذ ضحية الإضراب". وعلى صعيد آخر، أكد "الكناباست" على لسان مسؤول الإتصال، أن محاولات المفتشين والمديرين تكسير الإضراب باءت بالفشل. وفي هذا الصدد، ندّد "الكلا" بدوره على لسان المكلف بالإعلام، بما وصفه "بالضغوطات والتصرفات التي فات زمانها"، في إشارة إلى "قمع احتجاج الأساتذة المتعاقدين وتعرض مصور جريدة (الأحداث) للضرب من طرف الشرطة أثناء أداء مهامه والتضييق على الأساتذة المضربين".