كشفت آخر دراسة مسحية أعدتها وزارة التربية الوطنية عن تسجيل أكثر من 47 ألف حالة عنف في أوساط التلاميذ، وتسجيل أكثر من 9 آلاف اعتداء أساتذة على تلاميذ، بين 2007 و2008• وأضافت الدراسة الميدانية المسحية التي مست كافة المدارس المنتشرة عبر الوطن، والتي كشفت عنها مديرة الأنشطة الثقافية والرياضية والنشاط الاجتماعي، رمكي لطيفة، أثناء مداخلتها حول واقع العنف في الوسط المدرسي في الملتقى الوطني لمكافحة ظاهرة العنف والوقاية من الآفات الاجتماعية، بالعاصمة، أن عدد الاعتداءات وبكل أنواعها لم تتجاوز 1 بالمائة على مستوى كافة الأطوار التعليمية، مصرحة بأن عدد حالات العنف التي مست التلاميذ اتجاه بعضهم البعض، بلغت خلال الفترة 2007 و2008، 47 ألف و523 حالة عنف، بنسبة تتراوح بين 0.41 و0.94 بالمائة، والتي تصدرها تلاميذ المتوسطات ب24 ألف و618 اعتداء، في حين سجلت الأطوار الابتدائية والثانوية 16 ألف و244 حالة عنف، و6 آلاف و661 على التوالي• أما عدد حالات العنف التي تسبب فيها الأساتذة بالدرجة الأولى فقد بلغت 9794 حالة عنف، منها ألف و133 حالة في الطور الابتدائي، و3 آلاف و101 للطور المتوسط، و556 في الثانوي، بينما أثبتت الدراسة أن حالات العنف من قبل التلاميذ اتجاه الأساتذة وصلت إلى 6 آلاف و 222 حالة• من جانب آخر، أحصت الدراسة خلال الموسم الدراسي 2006/2007 أكثر من 59 ألف حالة عنف، منها 12 ألف حالة عنف جسدي مادي، و342 حالة حمل للسلاح، وذلك في الأطوار الثلاثة• وحسب القائمين على القطاع وارتكازا على دراسة مسحية فإن الأمر "لا يستدعي القلق" مقارنة بالعدد الإجمالي للتلاميذ وبالحالات الانعزالية لظاهرة العنف المسجلة• وعلقت رمكي لطيفة، على الإحصائيات المسجلة، بأن هذه الظاهرة تسجل بدرجة كبيرة في طور التعليم المتوسط التي يعيش تلاميذها مرحلة المراهقة، مؤكدة أن الجهود قائمة للحد من الظاهرة، بدليل أنه تم تسجيل تناقص ملحوظ في حالات العنف في بالنسبة لهذا الطور، حيث وصل إلى 24 ألف في 2007 و2008، بعد أن كان يتجاوز في 2003 و2004 العدد 29 ألف• وموازاة مع هذه الدراسة، كشف مدير مخبر التغيير الاجتماعي بجامعة بوزريعة، حقيقي نور الدين، خلال مداخلته، أن أسباب العنف يعود إلى غياب الوعي الاجتماعي، ناهيك عن غياب الذاكرة التاريخية للجيل الجديد، باعتبار أن العديد من التلاميذ غير واعين بتاريخ أجدادهم• وأثبتت دراسة ميدانية لثانويتين بالعاصمة إحداهما تضم تلاميذ من إطارات المجتمع، وهي ثانوية "الشيخ بوعمامة"، وأخرى تحوي تلاميذ من الفئة الشعبية، هي ثانوية "عقبة بن نافع"، أن ظاهرة العنف تنتشر في أوساط الميسورة أكثر من تلاميذ الأحياء الشعبية، مؤكدا أن 60 بالمائة من الاعتداءات على الأساتذة هي لتلاميذ بوعمامة، حيث تم تسجيل 39 بالمائة من حالات الاعتداء، وهو نفس الأمر بالنسبة لاستعمال القوة بين الطلبة، حيث فاقت 50 بالمائة لثانوية بوعمامة و9 بالمائة لثانوية عقبة• وفي ذات السياق، تم تسجيل 36 بالمائة من التلاميذ أبناء الإطارت يتعاطون المخدرات، و29 المائة بالنسبة للطبقة المتوسطة والفقيرة، كما سجلت 69 بالمائة من الغيابات للفئة الأولى، و53 للفئة الثانية•