أكد، أمس، رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، أن مشروع المصالحة الوطنية في الجزائر يبقى في حفظ التاريخ على أنه العنصر الوحيد الذي أدى إلى إطفاء نار الفتنة، وأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فتح طريق السلم في مشهد نادر في دنيا العرب. وأوضح رئيس حركة النهضة التونسية، المحسوبة على التيار الإسلامي، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام أمس، منها "قدس براس" و"السراج" أن التغيير الملاحظ في الجزائر الرافض لكل طرق العنف مع الدعوة إلى ديمقراطية تعددية لا تقصي أي تيار أو فكرة جاء بعد تضحيات وتجارب، وأن ذلك سيؤدي إلى نتائج أخرى تهتم بالمواطنة، من حقوق متساوية وتداول على السلطة بالطرق المعروفة بالاقتراع العام والقبول بنتائجها، التي تعتبر المترجم الوحيد لإرادة الشعب، مشيرا في حديثه إلى أن الفوضى التي عرفتها الجزائر في السنوات الماضية فتحت الباب على مصراعيه لخطاب التشدد والتكفير وإباحة الدماء، لتجتاح البلاد التي - يقول عنها الغنوشي - أنها غريبة عن هذه البيئة. وثمن زعيم حركة النهضة بقوة ميثاق السلم والمصالحة الذي أفضى إلى نتائج كبيرة، وقال "الواضح اليوم أن نار الفتنة في الجزائر تتجه إلى الخمود، وأن مشروع المصالحة الوطنية، الذي بشر به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من خلال برنامجه، أدى إلى إطفاء الجزء الأكبر من الحريق"، موضحا أن هذه السياسة السلمية لم يعرفها أي كيان عربي، وقال "لقد فتح بوتفليقة طريق السلم أمام حملة السلاح في مشهد نادر في دنيا العروبة، التي لا تعرف سوى الاعتقال والاضطهاد". وأضاف راشد الغنوشي أن هذا الفكر والتصور السليم لأمور الشعب والبلاد جعل الجزائر مهيأة أكثر من غيرها ومن أي وقت مضى لحياة ديمقراطية متطورة، وقال في ذلك "هذه العودة القوية هي رجوع إلى فكر مالك بن نبي، الذي اجتاحته مذاهب التشدد الوافدة من دول أخرى وجعلته يفقد فاعليته في توجيه الأحداث"، موضحا أن الباب سيغلق بصفة نهائية وستطوى معه صفحة فكر التشدد الإسلامي إلى الأبد، بلد المليون ونصف المليون شهيد.