وحسب الدكتور محمد تشيكو، فإن الجزائر تحصي سنويا اجراء حوالي 20 الف عملية استئصال اللوزتين، معظمها في العيادات الخاصة، مع دفع المواطنين تكاليف باهظة، ناهيك عن الغي، بحيث تصبح حياة الطفل المصاب كلها قيود مثل منعه من شرب الماء البارد أو أكل المثلجات. وحسب بعض الأخصائيين الذين تحدثت إليهم جريدة "الفجر" فإن الطفل المريض باللوزتين عادة ما يشكو من جفاف الحنجرة المستمر والألم عند البلع مع صعوبة في التنفس، وقد يصاحب ذلك رائحة كريهة من الفم، وتصبح هذه الأعراض أكثر شيوعا عندما يبدأ الطفل في التنفس عن طريق الفم ويترافق أيضا مع ذلك تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة و نقص في الشهية والشخير. فالوزتين تمثلان العقدتان اللمفاويتان المحيطتان بفتحة الحلق مهمتهما الأساسية هي تشكيل خط دفاعي ضد كل ما يهدد جسم الإنسان من الميكروبات، فإذا ما دخل أي ميكروب عن طريق فتحتي الفم أو الأنف فإن مهمة هذا الخط الدفاعي التصدي له، ومن الطبيعي هنا أن تكبر هذه العقد، وهو دليل صحة لا مرض لأنه يعني فعالية تلك العقد ونشاطها في الدفاع عن الجسم والدفاع عن صحته . ومن جهة أخرى فإن هناك حالات يصبح فيها اللجوء إلى عملية استئصال اللوزتين أمرا لابد منه للتخلص من ضررها،خاصة عند التهابهما المتكرر، فالطفل الذي يعاني من التهاب متكرر ومزمن في الحلق واللوزتين بمعدل سبع مرات أو أكثر للسنة الواحدة يجاز له استئصالها لأنهما تشكلان عبئاً يجب التخلص منه . والأمر الذي لا بد من الإشارة إليه هو إلحاح بعض الآباء والأمهات على الأطباء لإجراء عملية الاستئصال ظناً منهم بأنها هي الحل الذي يقلل من الالتهابات أو يزيد من شهية أبنائهم ، وهنا يأتي دور الطبيب المختص الذي يجب أن يبذل كل ما في وسعه لاقناع الأهل بأن مجرد ضخامة اللوزتين عند الأطفال ليس مدعاة لإجراء عملية جراحية بل هو أمر طبيعي وفيزيولوجي. إضافةً إلى أن إجراء مثل هذه العمليات يتبعه عواقب ومضاعفات أقلها حصول نزيف والتهابات متكررة للحلق والبلعوم، إضافةً إلى المضاعفات الناجمة عن التخدير والتي قد تصل إلى حد تهديد الحياة.