سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الكرة الجزائرية تطورت وحلم تأهل الخضر إلى مونديال 2010 صعب المنال لكنه ليس مستحيلا" المكلف بالاستقدامات في المركز الرياضي لنادي ليل الفرنسي شريف وجاني ل"الفجر"
هو لاعب من الزمن الجميل المحترف السابق في نادي لونس الفرنسي والمدرب والمكلف بالاستقدامات في مركز ليل الكروي شريف وجاني. التقيناه صدفة في ملعب زرالدة بمناسبة الكأس الإفريقية للأشبال، وبما أن صورته لم تتغير كثيرا، استطعنا التعرف عليه مباشرة، لننتهز الفرصة ونقوم بمحاورته. مرجبا بك في بلدك مرة أخرى، لقد صعب عليّ التعرف عليك، لكن صورتك بقيت نفسها، فكيف هي أحوالك؟ الحمد لله أنا كما تراني في صحة جيدة وأقوم بعملي كمدرب ومكلف بالاستقدامات في نادي ليل الفرنسي، وبما أن الفترة تزامنت مع إقامة هذا العرس الإفريقي "كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة"، فأنا رحبت بالفكرة مباشرة من أجل زيارة بلدي والوقوف على كل ما هو جديد فيه. أنا سعيد جدا لأنني قوبلت بترحاب خاص من الجزائيين، الذين لم ينسوني منذ سنة تسعين، خاصة من منهم عايش زمن الجيل الذهبي. كيف لقيت الجزائر بعد هذه المدة، وهل سنحت لك فرصة زيارتها من قبل؟ نعم زرتها من قبل ثلاثة مرات في مدة 19 سنة، أي بعد لقاء نيجيريا وفوزنا بكاس أمم إفريقيا، حيث عدت في سنة 1994، ثم في 2005 و2006 وأخيرا ها أنت تراني في 2009. وعما وجدته متغيرا، فأنا فرح جدا لأن الجزائر بفضل رجالها تمكنت من عبور حواجز الأزمة بنجاح، وها هي الآن تستجمع قواها من أجل الرجوع إلى الواجهة، وأعطيك مثالا عن الكرة التي بدأت تسترجع حياتها بعدما دخلت الجزائر في دوامة العشرية السوداء، حينها تضررت كل المجالات ومست بشكل ملحوظ كرة القدم في بلادنا فتوالت المهازل والكوارث حتى صار الفريق الوطني يقدم أداءا بعيدا كل البعد عن مستواه المعهود. هلا أعطيت عشاقك من الجزائريين نظرة مختصرة عن حياتك بعد عام التتويج؟ هي حياة بسيطة، فأنا مواطن عادي يسكن في مدينة لونس الفرنسية، حيث كنت ألعب سابقا، وبعد أن أنهيت مشواري الكروي كلاعب، دخلت عالم التدريب، تكونت ودرست في هذا المجال الواسع، بعدها انطلقت في مهمتي الجديدة، فعينت حينها مدربا لنادي هاو اسمه "باسي سور لور" والآن أزاول مهامي كعنصر مهم في المركز الكروي لنادي ليل، حيث أشغل منصب مدرب ومكلف بالاستقدامات في نفس الوقت. أنت هنا من أجل متابعة المواهب الشابة التي تنشط نهائيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة، فكيف تقيم مستوى البطولة بعد أسبوع من المنافسة؟ هي فرصة جيدة، خاصة للاعبين الجزائريين، من أجل الاحتكاك بالمنتخبات الإفريقية، التي تعتمد في معظمها على الإمكانيات البدنية والبنية المورفولوجية. أما عن مستوى البطولة الإفريقية، فهو قريب من المتوسط ونأمل مشاهدة الأحسن في المربع الذهبي، حيث تأهلت أربعة منتخبات من بين أقوى المشاركين الثمانية، الجزائر، غامبيا، النيجر وبوركينافاسو، يعني أن الفرق الأربعة ستمثل إفريقيا في المونديال القادم في شهر أكتوبر بنيجيريا. ماذا عن ملاحظتكم للمنتخب الوطني، وهل هناك من الشبان من يستحق المتابعة حقا؟ عندما اطلعت على الصحافة المحلية، علمت أن هذا المنتخب الفتي تشكل في وقت قياسي بفضل تعاون المسؤولين، وسهر ثنائي الطاقم الفني إبرير ومدان على نجاح مهمتهما، لذلك أعجبت كثيرا بهذا العمل الجبار، كما أناشد بتوفير الظروف المواتية للعمل والعطاء للكرة الجزائرية، إلى ذلك وجدت منتخبا متماسكا، يلعب كرة نظيفة، كما له إمكانيات فردية قد تعود بالفضل على الكرة الجزائرية مستقبلا، في حال متابعتهم، وأعطيك مثالا على صانع الألعاب في الفريق بزاز عبد الحكيم، والمغترب في صفوف كان الفرنسي نذير بن دحمان، إلى جانب المدافع شرشار، والمهاجم البديل الذي لعب المباراة الأخيرة أمام غامبيا عثماني وليد. الحديث عن لاعبي الخضر يصنع الحدث في الصحافة المحلية، خاصة مع وجود ممثلين ومراقبين من أندية أوربية معوفة، حيث نرى أن بزاز وسط ميدان وصانع ألعاب المنتخب محل اهتمام عدة أندية، إلى درجة أن فرقا تريده الآن قبل الغد ؟ مثلما تمتلك الجزائر لاعبين مميزين، هناك آخرون تميزوا مع باقي المنتخبات الثمانية المشاركة، وأنا شخصيا أعجبت باللاعب بزاز، إلا أن كثرة الحديث عنه عبر الصحافة الرياضية قد يؤثر سلبيا على اللاعب، الذي يبلغ 16 سنة فقط، وإذا قال لك ممثل أي ناد أوربي بأنه سيتعاقد مع اللاعب فهو مخطئ، لأن القانون العالمي يمنع استقدام أي لاعب شاب قبل تجاوز سن 18، أما عن اهتمام بعض الأندية فأنا معك، لكن ذلك يتوقف على بذل اللاعب مجهودات أخرى لنيل هذه الثقة مستقبلا. هل يوجد لاعبون جزائريون في مركزكم الرياضي؟ لا يوجد، وأنا أسعى لاستقدام لاعبين جزائريين سواء من المغتربين في فرنسا أو من الجزائر مستقبلا. سنعرج الآن نحو واقع الكرة الجزائرية، فهل لديك فكرة عن البطولة الجزائرية؟ نوعا ما، وإن قلت لك أنا أتابعها عن كثب فأنا مخطئ، لكن المعلومات تصلني، والدليل هو أنني أعلم بأن وفاق سطيف يحتل ريادة البطولة لحد الآن، كما أنني كنت على دراية بما قام به هذا الفريق العام الماضي والذي سبقه، عندما توج بالكأس العربية لمرتين. بما أنك جزائري، فبدون شك أنك تفضل أحد النوادي الجزائرية، فهلا أعطيتنا اسم هذا النادي؟ أنا أسلك طريق والدي وجدي، لذلك أنا أناصر شبيبة سكيكدة، الفريق الذي كان يوما ما ينافس الأندية المعروفة على الساحة الكروية، ويعتبر من بين المدارس المعروفة في الجزائر. هل لديك المعلومات حاليا عن الشبيبة؟ يضحك، أنا أعلم بأنه يلتقي نادي بارادو نهاية الأسبوع، يعني بالأمس. سنتكلم الآن عن المنتخب الوطني، الذي يحضر لاستئناف المنافسة الرسمية، في التصفيات الأخيرة المزدوجة لكأس إفريقيا والمونديال 2010، فكيف ترى حظوظ الخضر في هذه المغامرة؟ الجزائر ستواجه منتخبات قوية، على غرار روندا وزامبيا، اللتين سوف لن ترضيا بالهزيمة في عقر ديارها، إلى جانب المنتخب المصري الحائز على كأس أمم إفريقيا في نسختها السابقة بغانا. بالمقابل فإن إرادة الجزائريين ستصنع الفارق بدون شك، وأنا أعلم حرارة اللاعب الجزائري، لأنني جربتها يوما ما، لذلك فإن حلم التأهل والعبور إلى جنوب إفريقيا صعب المنال، لكن ليس مستحيلا، كما أن المنتخب الوطني يمتلك لاعبين متميزين يصنعون الحدث في مختلف البطولات الأوربية على غرار زياني لاعب مرسيليا الفرنسي، بلحاج مدافع بورتسموث الإنكليزي وبوقرة مدافع غلاسكو رينجرز الاسكتلندي. كلامك عن المحترفين، يجعلنا نسألك عن هذا الجانب، فما رأيك في اعتماد الطاقم الفني للخضر لأغلب اللاعبين من المحترفين؟ المدرب الوطني أدرى بعمله، وانتقاؤه للمحترفين أمر لابد منه، لأن كل المنتخبات تعتمد على محترفيها، إلا في حالة وجود بطولة قوية، تضطره لانتداب المحليين، وحسب رأيي فوجود لاعبين مثل زياني، بوقرة وغيرهم، فهذا كنز للمنتخب الوطني. إذا عدنا 19 سنة إلى الوراء العصر الذهبي كما يسميه الكثيرون، كانت الجزائر تشهد أوج عطائها في مجال الكرة المستديرة، حيث كانت تمتلك منتخبا قويا، وبطولة أقوى، والدليل أن المحترفين حينها كنا أربعة فقط، أنا كنت مهاجما في لونس الفرنسي، عماني كان ينشط في تركيا، مناد لاعب بيليننسيس البرتغالي، وماجر ساحر البطولة البرتغالية مع بورتو حينها. أنت تشغل حاليا منصب مدرب في المركز الرياضي لنادي ليل الفرنسي، ذلك يشرف الجزائر حقا، لأنها ستكون بحاجة إلى أمثالك اليوم أو غدا، فهل يأتي يوم يعود فيه وجاني الى الجزائر ليشغل منصب مدرب لأحد الأندية أو لقيادة أحد المنتخبات الوطنية؟ هناك جزائريون كثيرون يشغلون مناصب مثلي في أندية فرنسية مختلفة على غرار رفيق علاف في نادي سانت ايتيان وعبد الغني جداوي في نادي سوشو، أما عن فكرة عودتي يوما ما للجزائر أتقبلها بكل احترام، لأن الجزائر تبقى وطني الأم، وموطن أجدادي، أما أن أعود لأعمل كمدرب هنا، فأنا لا أشاطرك الرأي، لأن المدرب المغترب بعيد أن يكون مدربا في الجزائر، وإذا عدت إلى الوراء فلن تجد مدربا مغتربا على رأس أي فريق أو ناد جزائري. كلمة أخيرة؟ أنا سعيد بهذه المقابلة القصيرة، كما أنني فرحت بوجودي بين أهل بلدي، وسأسعى لتشريف بلدي في الخارج.