نزل المدلل السابق لأنصار مولودية الجزائر، الدولي نور الدين دهام، ضيفا على صفحات جريدة ''الفجر''، حيث تحدث لنا بكل صراحة عن مغامرته الاحترافية وطريقة ابتعاده عن المنتخب الوطني، الذي لايزال لحد الآن متأثرا به• ولم يخف مهاجم نادي كوبلانز الألماني رغبته في العودة مجددا لحمل ألوان العميد وصنع أفراح هذا الفريق الموسم القادم إذا لم يتلق عرضا احترافيا جادا• في البداية، كيف هي أحوالك وأنت تقضي موسمك الثالث في ألمانيا ؟ كما تعلمون أنا مقيم رفقة عائلتي الصغيرة في ألمانيا وهو ما يخفف عني اشتياقي للوطن ومرارة الغربة وبرغم ذلك أتابع كل صغيرة وكبيرة عما يحدث في الجزائر وأنا في اتصال دائم مع عائلتي وأصدقائي هناك• الجالية الجزائرية في ألمانيا عاشت حدث الانتخابات الرئاسية، فهل انتخبت ؟ صراحة لم أنتخب، ليس لأنني قاطعت الانتخابات، لكنني كنت مريضا، حيث كنت طريح الفراش أكثر من أسبوعين بعدما تعرضت لنزلة برد حادة• إذن، لم تعد للمنافسة الرسمية مع فريقك كوبلانز ؟ الحظ لم يسعفن، فبمجرد أن تعافيت من الإصابة أصبت بالزكام، الأمر الذي أجلّ عودتي للمنافسة الرسمية، لكن شرعت في التدريبات من أجل استعادة لياقتي بسرعة• ولكن العودة للعب في التشكيلة الأساسية بعد طول غياب جراء الإصابة أمر ليس سهلا على أي لاعب مهما كان مستواه، وربما لو كان لاعب آخر في مكاني لاستسلم للإصابة• لكن حسب ما علمناه أن علاقتك مع مدرب كوبلانز ليست على مايرام وحالت دون مشاركتك كثيرا هذا الموسم، هل هذا صحيح ؟ كنت فعلا ضحية اختيارات المدرب ووجدت نفسي دائما في التشكيلة الاحتياطية وأحيانا رفض حتى استدعائي للقاءات الرسمية رغم كل الإمكانيات التي أظهرها في الفريق، الأمر الذي جعل علاقتي مع المدرب تتوتر• هل تعتبر أن مغامرتك الاحترافية ناجحة لحد الآن ؟ رغم كل المشاكل والصعاب التي اعترضتني، إلا أنني راض لحد الان عن التجربة التي خضتها في ألمانيا واستطعت في أول موسم لي البروز مع نادي كايزرسلاوتن• وكما هو معروف أحيانا هناك عوامل غير رياضية تحدد مصير اللاعب كلعنة الإصابات مثلا أو علاقة اللاعب مع مدربه• وما أريد قوله أن مستوى بطولة الدرجة الثانية في ألمانيا هو الأقوى والأحسن أوربيا وليس من السهل على أي لاعب أن يفرض وجوده فيها• هل بدأت تفكر في مستقبلك؟ عقدي مع نادي كايزر سلاوتن ينتهي شهر جوان القادم وانتظر ما سيقترحه علي مناجيري• وصراحة، لا أعلم ماذا يخفيه لي القدر وإن كنت سأواصل مغامرتي الاحترافية في ألمانيا أم لا• إذن تراودك فكرة العودة إلى الجزائر إذا لم أتلق عرضا جديدا من أحد النوادي الأوروبية، فما الذي يحرمني من العودة إلى البلد والاقتراب من عائلتي• نفهم من كلامك أنك مستعد للعودة الى الجزائر واللعب مجددا في أحد الاندية الجزائرية ؟ لا أريد أن أسبق الأحداث، لكنني مستعد للتفاوض مع أي فريق جزائري يطلب خدماتي• ولحد الآن لم يصلن أي عرض رسمي وأفضل انتظار نهاية الموسم وبعدها دراسة العروض التي تصلني سواء من الجزائر أو في الخارج• بعض الأطراف الفاعلة في المولودية ترغب في استقدامك الموسم القادم خاصة وأنك ستكون حرا من كل التزام مع فريقك الألماني مارأيك؟ مازلت احتفظ بأجمل الذكريات عن المولودية التي فتحت لي الأبواب نحو الاحتراف ولم أنس جمهورها الذي منحني محبته وثقة كبيرة وأحيانا يشدني الحنين للعودة إلى المولودية خاصة عندما أتابع لقاءاتها عبر الفضائيات، حيث تحدوني رغبة قوية للعودة مجددا لصنع أفراح أنصار المولودية، الذين يستحقون كل التقدير والاحترام، ولكن لم يصلن أي عرض رسمي من مسؤولي المولودية مع أنني في اتصال مع بعض المسيرين السابقين في العميد• إذا قررت العودة إلى الجزائر فسأمنح الأولوية للمولودية التي لا أنسى فضلها علي• المولودية انهزمت بثلاثية في الداربي ضد اتحاد العاصمة ومايزال الفريق يعاني نفس المشاكل السابقة؟ لدي بعض الأصدقاء في المولودية وأتابع باهتمام كل مستجداتها وتفاجأت للخسارة التي مني بها الفريق أمام اتحاد العاصمة• أظن أن النادي وقع ضحية المشاكل الداخلية والصراعات الطاحنة التي تدور بين المسيرين ولو تتوصل كافة الأطراف المتصارعة في المولودية إلى الاتفاق والتفاهم لاستعاد الفريق مجده وصار أحسن الأندية الجزائرية إن لم أقل الإفريقية، لأن غياب الاستقرار الإداري ينعكس بشكل مباشر على مردود الفريق• وعلمت مؤخرا أن المدرب الفرنسي كان مستهدفا هو الآخر وكاد يقال من منصبه وجلب مدرب كل ستة أشهر يجعل النتائج متذبذبة ويؤثر على مردود اللاعبين أيضا• تم إبعادك من المنتخب الوطني مثل ما حدث مع العمري الشاذلي وحمداني، هل تعتبر قرار الاستغناء عن خدماتك يعود لتراجع مردودك؟ لا أظن ذلك، ففي البداية لم يستدعن المدرب سعدان لتربص الخضر بداعي العقوبة التي كانت مسلطة علي من طرف الكاف وتقبلت ذلك القرار بصدر رحب، لكن بعدها تغاضى عني وهمشني دون أن تقديم أية توضيحات• والأمر الذي حز في نفسي بعد الإصابة التي تعرضت لها هو أنه لا سعدان ولا غيره في الاتحادية سأل عن أحوالي• ومنذ مغادرتي المنتخب الوطني لم يكلمن سعدان • تبدو حاقدا على سعدان أليس كذلك ؟ ليس إلى درجة الحقد، لكن هناك نوع من النكران وثقافة النسيان، وأحيانا يحتاج الإنسان عموما إلى كلمة ترفع له المعنويات• لقد كنت لاعبا دوليا فلماذا هذا التهميش• لقد لبيت نداء الواجب كلما وجهت لي الدعوة لحضور لقاءات المنتخب الوطني • هل تابعت خرجة الخضر أمام المنتخب الرواندي ؟ عشت اللقاء على الأعصاب وتمنيت لو كنت متواجدا مع زملائي في كيغالي، وأظن أن المنتخب الوطني ضيع الفوز في رواندا وكان بإمكاننا العودة بثلاث نقاط ودخول المرحلة الأخيرة من التصفيات بقوة قبل مواجهة المنتخب المصري، خاصة وأن هذا الأخير تعثر في ميدانه أمام زامبيا• ومع ذلك نقطة خارج الديار هي نتيجة إيجابية بالنسبة لنا• حمى مباراة لقاء مصر ارتفعت قبل موعدها نظرا لأهميتها بالنسبة لكلا المنتخبين، فإلى من ستعود الكلمة الأخيرة في النهاية ؟ التأهل إلى المونديال ليس محصورا في مواجهة الجزائر - مصر• والنتيجة التي سجلها المنتخب الزامبي تتطلب مراجعة الحسابات، فحتى مصر لم تتوقع تعثرها في ملعبها وأمام جمهورها• ولهذا من الأفضل أن نمنح لكل لقاء أهمية بالغة وعدم التركيز فقط على مباراة مصر• ومادمنا سنواجه المنتخب المصري في الجزائر فلن نفوت الفرصة والدعم الكبير الذي سيقدمه الجمهور الجزائري للاعبين من شأنه أن يساعدنا على الفوز• والتركيز والإدارة يلعبان دورا كبيرا في مباراة حاسمة كهذه• هل ترى أن حظوظنا وفيرة للتأهل إلى المونديال؟ بالنسبة لي، الجزائر قادرة على كسب تأشيرة التأهل إلى المونديال خاصة وأننا نملك كل الامكانيات لبلوغ الهدف وتحقيق حلم الشعب الجزائري• ولكن لحد الآن حظوظ كل المنتخبات متكافئة وأتوقع أن يحتدم التنافس إلى غاية الجولة الأخيرة من هذه التصفيات•