وحقيقة الأمر أن قوات الأمن المغربية تسللت ليلا بالأراضي المحررة، وزرعت مجموعة حديثة من الألغام الأرضية في المكان الذي كان مخصصا لتنظيم تظاهرة دولية سلمية، اختار لها منظموها شعار ''فليسقط جدار الذل والعار المغربي في الصحراء الغربية''• واعتبرت وكالة الأنباء الصحراوية ''أن هذه الحادثة الدامية التي أوقعت بالفعل خمسة جرحى من جنسيات صحراوية، فضحت بشكل جلي رغبة قوات الاحتلال المغربية في سقوط ضحايا ضمن المتظاهرين الأجانب، ظنا منها أن ذلك من شأنه منعهم مستقبلا من الحضور للتنديد بهذا الجدار، الذي وصفوه بالجريمة ضد الإنسانية''• وأضافت ذات المصادر أن الأمر يتعلق بكمين مدبر سلفا سرعان ما تم التفطن له مباشرة بعد انفجار اللغم الأول، والذي تسبب في بتر قدم شاب صحراوي، وجرح أربعة آخرين، حيث تم الاهتداء في دقائق قليلة إلى مجموعة أخرى من الألغام، تبين أنها زرعت حديثا وفي فترة لا تتجاوز أيام معدودة قبل تنظيم التظاهرة• ونددت الوفود الأجنبية المشاركة في التظاهرة الدولية ضد الجدار المغربي في الصحراء الغربية، والتي قاربت 2000 مشارك بهذه ''الجريمة''، معتبرين هذا الحزام المحاط بملايين الألغام الأرضية، وصمة عار على جبين الدولة المغربية• وأوضحت المحامية الفرنسية المدافعة عن حقوق الإنسان، فرانس ويل، التي تعمل بالجمعية الفرنسية للصداقة والتضامن مع الشعوب الإفريقية في تصريح لوكالة الأنباء الصحراوية ''لقد حضرنا اليوم لنشارك الشعب الصحراوي التنديد بهذا الجدار ونستنكر هذه الجريمة الإنسانية''• وأضافت فرانس قائلة ''لقد زرت المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وحضرت عدة محاكمات لنشطاء حقوقيين صحراويين، وقد أتيت اليوم لأوفي بعهد قطعته على نفسي أمام المواطنات الصحراويات هناك، لكي أنقل تنديدهم بهذا الجدار الذي يفرق بين مكونات الشعب الصحراوي''•