اعتبر الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن مبتول، انضمام الجزائر إلى النظام العام لبث المعطيات التابع لصندوق النقد الدولي، إجراء محفزا وإيجابيا، من شأنه إضفاء طابع الثقة والمصداقية على الأرقام والحصائل التي تقدمها الهيئات العمومية الرسمية، كما أنه يدفع نحو تحسين ترتيب مؤشرات الاقتصاد الوطني في العالم، يضاف إلى ذلك بثها في نشرة صندوق النقد الدولي المخصصة للبلدان الأعضاء ووضعها في متناول المؤسسات الدولية والأوساط الاقتصادية• وأكد الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن مبتول، في تصريح ل''الفجر'' أمس، فشل نظام بث المعطيات الحالي في الجزائر، في ظل تسجيل تناقضات فيما يتعلق بالإحصائيات التي تقدمها رئاسة الحكومة والوزارات ودواوين الإحصاء، إذ تختلف الأرقام المقدمة من هيئة لأخرى، مشيرا إلى أن انضمام الجزائر لهذا النظام يأتي بعد تقرير لصندوق النقد الدولي في سبتمبر 2005 انتقد فيه المنظومة الإحصائية الجزائرية• كما ربط مبتول نجاح الجزائر في تقديم معطيات دقيقة وذات مصداقية حول الاقتصاد والتجارة باستقلالية النظام الإعلامي والإحصائي المطبق داخليا، دون أية تبعية لوزارة المالية، أو الحكومة، موضحا أن التصنيفات العالمية خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي تضع الاقتصاد الجزائري ما فوق المائة عالميا، راجع إلى غياب إحصائيات تقدمها الجهات المعنية للهيئات الدولية المكلفة بتصنيف الاقتصاديات الدولية، ملمحا إلى إمكانية تحسن ترتيب الاقتصاد الجزائري بعد انضمام الجزائر لهذا النظام• وفي أول رد فعل له، أوضح محافظ بنك الجزائر، محمد لقصاسي، أنه بانضمام الجزائر إلى هذا النظام، ملتحقة ب 94 دولة سبق لها وأن انضمت، حسب بيان لصندوق النقد الدولي أعلن عنه أول أمس، تلتزم الجزائر بالتزود بنظام وطني لإحصائيات مطابقة لأحسن الممارسات الدولية، في هذا المجال، وأكد محافظ البنك المركزي أن النظام العام لبث المعطيات لصندوق النقد الدولي يمثل ''إطارا ممتازا لتطوير أنظمة الإحصائيات، وأن المشاركة في هذا النظام تدل على الالتزام بإنتاج معطيات تسمح بتعزيز نظام الإحصائيات، مضيفا أن ''مشاركة الجزائر في هذا الجهاز ستسمح بإنتاج وبث إحصائيات أكثر مصداقية وفي الوقت المناسب''• وأشارت عبد الحايد بورجي شميلز، مديرة قسم الإحصائيات لصندوق النقد الدولي، إلى أن مشاركة الجزائر في هذا النظام تمثل ''مرحلة هامة في تطوير النظام الوطني للإحصائيات''، مضيفة أنها مقتنعة بأن الجزائر ستستفيد من المساعدة التي يقدمها هذا النظام كإطار يسمح بمواصلة تطوير نظامها للإحصائيات''، وأضافت أن انضمام الجزائر لهذا النظام ''يشجع أيضا البلدان الأخرى للمنطقة على أن تحذو حذوها''• ويشكل النظام العام لبث المعطيات لصندوق النقد الدولي الذي تأسس سنة 1997 إطار عمل يسمح بمساعدة البلدان على تطوير أنظمتها الإحصائية• ويقوم هذا الجهاز بنشر معلومات عن كل بلد عضو، خاصة حول المحاسبة الوطنية، الإنتاج الصناعي، مؤشر الأسعار، البطالة والقطاع المالي، الديون، معدل الفائدة، ميزان المدفوعات، التجارة الخارجية، والمعطيات الاجتماعية الديموغرافية، الصحة، والتربية والفقر•