وقد بلغ متوسط استهلاك الفرد الجزائري أوجه ما بين 2004 و,2005 مع معدل يقدر ما بين 24 و25 دولارا، ثم بدأ في التراجع تدريجيا ما بين 2006 و2007 إلى حدود 16 و15 دولارا• ويبقى الهاتف النقال في الجزائر، هو أساس قوة القطاع ككل، حيث بلغ مع نهاية 2008 وبداية ,2009 أي خلال الثلاثي الأول، نسبة نمو بلغت حدود 15 بالمائة، بينما قدر عدد المشتركين ب 30 مليون مشترك، إلا أن مستوى الاستهلاك عرف تراجعا على عكس ما عرفته مصر وحتى تونس، إذ أن متوسط الاستهلاك المعروف تحت رمز ِِّْف والذي يحدد استهلاك كل فرد شهريا للمكالمات الهاتفية بلغ أدنى مستوى له عام 2008 وبداية .2009 ويبقى أعلى متوسط استهلاك بحوزة متعامل الهاتف النقال ''أوراسكوم تيليكوم الجزائر''، إلا أن هذا المستوى في الجزائر يقل عن ذلك المسجل من قبل ''تونيزيانا'' في تونس والبالغ 7,12 دولارا مقابل 8,11 دولارا في الجزائر• وقد كانت الجزائر بحوالي 16 دولارا عام 2007 أعلى مستوى من تونس والمغرب• وتبقى أغلبية الاشتراكات في الجزائر بصيغة الدفع القبلي بنسبة يفوق 92 بالمائة، مقابل 8 بالمائة بصيغة الدفع البعدي، ما يجعل نسب الاستهلاك غير قارة ونسبية ولكن مع ذلك يبقى تطور الهاتف النقال في الجزائر أسرع من تونس والمغرب، مع بلوغ نسبة كثافة هاتفية قدرت ب 23,88 بالمائة وهي من أعلى المستويات في منطقة شمالي إفريقيا حاليا• إلا أنه بالمقابل، تسجل نسبة اتصالات غير مجدية عالية جدا في الجزائر وهي من أعلى النسب في المنطقة أيضا، إذ قدرت ما بين 20 و25 بالمائة من إجمالي المكالمات• وتعرف الاتصالات غير المجدية، باتصال غير كامل لا يتم، حيث بمجرد الإشارة بالرنة، يتم قطع الخط من قبل المستخدم، وعلى الرغم من إيجاد العديد من الصيغ من قبل المتعاملين لتجاوز هذا الإشكال، إلا أن الوضع لم يتغير عما كان عليه سنوات 2007 و.2008 بالمقابل، يبقى الهاتف الثابث بنسبة كثافة تقدر ب 5,10 بالمائة من بين النسب الأضعف في المنطقة ولم يعرف هذا المجال في الجزائر تطورا الى حد توقف المتعامل الثاني ''لكم'' التابع للمصرية للاتصالات و''أوراسكوم تيليكوم'' نشاطاته نهائيا في الجزائر، ويبقى وضعه عالقا في انتظار إيجاد شريك أو متعامل يقدم على شراء الرخصة، إلا أن الأزمة المالية والاقتصادية زادت الوضع تعقيدا• وعلى المستوى الجهوي، فإن مصر أضحت تمثل أهم دولة في مجال الاتصالات، فيما تحتل تونس الريادة في نوعية الخدمات ومستوياتها، استناد إلى المقاييس التي تعتمدها المنظمة العالمية للاتصالات•