حضرت هذا الأسبوع حفل توقيع كتاب ''ست عيون في العتمة'' للصديق علاوة حاجي، الذي أقيم بمكتبة العالم الثالث•• ولكن قبل الخوض في عدد من الحكايات عن هذا الموضوع، أقترح أولاً أن نغير لهذه المكتبة اسمها•• فليس من المعقول أن ندخل مكتبة عنوانها يشتمنا ويصنفنا في الدرجة الثالثة•• ويا لطيف من الشتيمة باللكنة الفرنسية••''َّْمىش ملٍَُ'' لذا أدعو المقربين من العاملين على المكتبة أن ينتبهوا للوقت، فلا عاد هناك بومدين ولا ناصر ولا نهرو، كي تصنع لنا الدرجة الثالثة المفخرة• أما عن حفلات توقيع الكتب، فهذه الدرجة تعد تقليداً جميلاً بات يتسلل إلى ناشرينا، وهي خطوة حضارية مهمة في طريقة احترام النشر وكذا احترام حقوق الكتاب علينا•• ولكن كيف نقيم حفلات التوقيع؟؟ وهل الغرض منها البيع أم الإعلان؟؟ هل هي بالفعل حفلات أم طاولة على الماشي؟؟ ومن يحضر حفلات التوقيع؟؟ هل هي زيارات متبادلة تماماً على شاكلة عزائم النساء المستعادة••؟؟ وأين هو القارئ من كل هذا؟؟ هل يحضر القارئ الفعلي لحفلات التوقيع؟؟ أم أنه لا يسمع بموعد الحفل أصلاً• غالبية حفلات التوقيع في الجزائر، تقام على هامش الصالون الدولي للكتاب، وبعض المكتبات في العاصمة•• المكتبة الوطنية كانت تحمل بعض الوجع عن الجميع•• ولكن ليس يصبح هذا التقليد تكريساً لدى كل دور النشر لاسيما وزارتنا المصونة• وفي وسط هذا•• من الذي يحكم الحكاية، هل هو الإعلام ومدى تأكيد موعد التوقيع في وسائل الإعلام أم علاقات المؤلف التي يمكنها أن تنقذ الموقف•• ولكن عادة الكاتب أن يهدي كتابه لمعارفه ولا أحد يشتري•• الكتاب الموقّع من صاحبه فيه زيادة ما•• مكمن هذه الزيادة هي اسمك الذي خطه ذات الكاتب ولا شيء•• الكتب الجميلة دوما ليست تحمل تواقيع أصحابها•• ولسنا نعرف عنهم شيئا•• هم هناك في القلاع البعيدة كما الحوريات التي لا يراها غير القمر والأحلام••