زواج الأقارب لا يشكل إلا نسبة قليلة في الإصابة بالمرض دعا رئيس الجمعية الوطنية للإدماج المدرسي والمهني للمصابين بالتريزمية أو منغوليا، السيد بوبكري حسان، السلطات المحلية بوهران بضرورة التكفل بهذه الفئة لإعادة إدماجها في الحقل المدرسي كبقية التلاميذ الآخرين. هذه الفئة قابلة للعلاج، حسب تصريحات المختصين، إذا وجدت الرعاية والعناية الكافية من قبل الجهات المختصة، بعدما تم إدراجها ضمن الفئات المعوقة. وذلك ما فنده محدثنا على اعتبار أن هذه الشريحة عادية ولا تعاني من أي تأخر ذهني لا يسمح لها بالإدماج في المجتمع أو الحياة المهنية. استنكر من جهته محدثنا الإجراءات التعقيدية واتباع سياسة التهميش والإقصاء من قبل مدراء المؤسسات التربوية وكذا مديريات التربية، وهذا على المستوى الوطني بعدما تم حرمان هذه الفئة من الدراسة والالتحاق بالمقاعد البيداغوجية لتلقي مفاهيم العلوم الحقيقية، وذلك ما جعل رئيس الجمعية يندد بتلك الإجراءات التعسفية والقمعية في حق هذه الفئة التي رفض مدراء المدارس تسجيلهم كبقية زملائهم، حيث لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تم حرمانهم من ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية وكذا الأعمال الفنية الأخرى، رغم تسجيل سنويا 700 حالة جديدة مصابة بمعدل حالتين في اليوم، إلا أن ذلك لم يشفع عند المسؤولين لإعادة النظر فيها والإعتبار لها، لدمجها كبقية الأشخاص الآخرين. من جهتها تعد الجمعية الوطنية للإدماج المدرسي والمهني للمصابين بالتريزمية الوحيدة على الصعيد الوطني وتضم نحو 60 مصابا بالمرض وهدفها الوصول إلى 100 طفل مصاب سيلتحقون بالجمعية مع آفاق 2009 قال بوبكري حسان أنه منذ سنة 1962 إلى اليوم لا توجد جمعية تهتم بهذه الشريحة التي لا تزال تعاني، حيث يقدر عددهم وطنيا ب 25 ألف حالة حسب بعض المصادر الصحية، ما جعل قضية التكفل بالمنغوليا أمرا ضروريا وواقعا لابد من التكفل بهم، خاصة أن هذه الفئة لها مواهب وإمكانيات لا يستهان بها، وقادرة على تحقيق المعجزات في كل الميادين خاصة قطاع الرياضة، كفئة المعوقين الذين شرفوا الجزائر في ألعاب بكين الأخيرة. في سياق متصل رفض محدثنا إدراج هذه الفئة ضمن المعوقين، لأن هذه الشريحة قادرة حسبه على أمور عديدة وغير عاجزة، خاصة إذا وجدت الرعاية والعناية الخاصة، عكس ما يحدث تماما في بعض المراكز من تهاون وإهمال لهذه الشريحة المصنفة ضمن خانة الأشخاص الذين يعانون من تخلف ذهني وذلك ما أصبح يزيدهم تعقيدا، خاصة أننا قادرين على خلق منهم أشخاص عاديين، مضيفا أنه مباشرة بعد العطلة المدرسية لفصل الشتاء وبتاريخ 3 جانفي المقبل سيتم فتح قسمين بالمدارس الإبتدائية على أن يضم كل قسم 10 تلاميذ يؤطرهم معلمون متخصصون في علم النفس، حيث سيتم احتكاك هذه الفئة بالآخرين في استماع للنشيد الوطني كل فترة صباحية، وكذا تعلم القراءة والكتابة، حيث تم تجهيز أقسامهم بمعدات بيداغوجية عصرية كما تم طلاء جدران الأقسام بألوان زاهية، كما سيتم فتح قسمين آخرين ببلدية أرزيو أيضا، في انتظار تعميم التجربة عبر جميع بلديات الولاية، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المصابين بالمنغوليا. أشار مصدرنا أنه خلال الأشهر الأولى للولادة تظهر منذ اليوم الأول علامات وخصوصيات الإصابة بالداء بعد إجراء فحص طبي للرضيع أو المولود يقدر ب 15 ألف دج ، من خلاله يدرك الطبيب الإصابة بعدها يتم تصنيفهم ضمن فئة المعوقة، ما جعل هذه الفئة تعاني رغم أن الأرقام تنذر بالخطر بعد تزايد عدد المصابين بالمرض يوميا، وتضاعف عدد الأشخاص به، مضيفا أن زواج الأقارب ليس له صلة بالإصابة بالمرض إلا بنسبة قليلة وذلك بعد وقوع خلل في كروموزون 21 التي يحدث فيها الإصابة، عكس ما يصرح البعض، فيما يبقى رئيس الجمعية يناشد السلطات العليا في البلاد بضرورة التكفل من وزارة ولد عباس وقطاع الصحة بهذه الفئة، في الوقت الذي تفتقر فيه الجمعية إلى ميزانية ماعدا تبرعات المحسنين من ذوي البر والإحسان التي تعيد البسمة لهؤلاء المصابين بالتريزمية التي يتطلب المصابين بها معاملة خاصة، خاصة أنهم فلذة أكبادنا تسير على الأرض وتحتاج إلى عناية ورعاية لإعادة الأمل لها في الحياة والعلاج.