الفراعنة لديهم عقدة تجاهنا وجماعة زياني قادرة على رفع التحدي

الشيخ عبد الحميد كرمالي يكشف في الجزء الثاني من الحوار مع ''الفجر''

في هذه الحلقة من اللقاء الصريح الذي جمعنا بالسيد عبد الحميد كرمالي، تحدث ''الشيخ'' عن عدم اهتمام مسؤولي النوادي بالأجيال الصاعدة، وعدم التواصل بين التقنيين (المدربين) وقال إننا نسينا الشباب والآن ندفع الثمن غاليا•• وبلهجة المتألّم كثيرا لوضع كرتنا قال ''الشيخ المحترم جدا''، أن العديد من اللاعبين ممن يتقمّصون الألوان الوطنية الآن ليست لهم النزعة الوطنية، مثلما عهدناه في عهد بلومي ماجر أوقبلهم مخلوفي، والمحترفون الآن أصبحوا ''عبيدا'' لأنديتهم الأوروبية، ويحسبون لأمر التحاقهم بالمنتخب الوطني ألف حساب• سألنا الشيخ كرمالي عما تداوله الشارع بشأن النجم العالمي زين الدين زيدان، من أن اللاعب ''ثقيل''، فردّ علينا بابتسامة الرجل الطيب أن الأمر ليس له أساس من الصحة، والقصة مفتعلة لا يعلم الهدف منها••
لنتحدث قليلا عن الكرة الجزائرية، ما الفرق بين جيل كرمالي، جيل بلومي، والجيل الحالي؟
الفرق متواجد من الجانب التقني والفنيات وكذا العزيمة والإرادة، كنا نلعب في البطولة الفرنسية التي تضم أكبر نجوم الكرة الأوروبية يومها• والمادة لم نكن نعر لها اهتماما كبيرا• جيل بلومي كان المنتوج المحلي وهو نقطة قوة المنتخب الوطني، عكس الوقت الحالي أين تراجع المستوى، والكل يبحث عن الأموال والنتيجة بأي ثمن على حساب التكوين• وشاهدوا اللاعبين الأجانب، أقصد الأفارقة، الذين يتواجدون في بطولتنا أغلبهم دون المستوى، ولا نحضر لمقابلات في المستوى•
هل ترى أن الإمكانيات المادية التي يتكلم عنها الجميع هي أساس النجاح للرفع من مستوى كرتنا؟
هناك عدم توازن فاضح بين أغلب الأندية الجزائرية، عدا بعض الفرق على غرار وفاق سطيف، ومولودية الجزائر والإمكانيات غير متكافئة رغم وجود المادة الخام، أي اللاعبين، في وقت تسعى بعض الأندية لرفع التحدي والبروز كما هو الشأن بالنسبة لجمعية الخروب أوأهلي برج بوعريريج في السنوات الأخيرة، وهو ما يدفعنا إلى الحديث عن ضرورة دخول عالم الاحتراف كما هو الشأن بالنسبة للبطولة التونسية أوالمغربية أو حتى المصرية، والأهلي المصري أوالترجي التونسي لأكبر دليل على ذلك• لكن في الجزائر، الاحتراف بالاسم فقط، ونرى جليا ما يحدث في وفاق سطيف ومولودية الجزائر اللذان يتوفران على إمكانيات هائلة•• لكن سوء التسيير أفشل كل شيء•
ماذا يقول الشيخ عن الأزمة التي تمر بها الرياضة الأكثر شعبية في بلادنا بدليل غيابنا لمرتين متتاليتين عن نهائيات كأس إفريقيا للأمم عامي 2006 و2008 ، وكذا عن كأس العالم منذ مونديال 1986 بالمكسيك؟
في نظري يجب توقيف البطولة الوطنية لبعض الوقت من أجل التكفل التام بالشباب الذين نسيناهم لمدة تجاوزت ال15 سنة، وندفع الثمن غاليا حاليا على مستوى الأشبال والأواسط• وبات مهما رد الاعتبار لبطولتي الأشبال والأواسط• في زماننا حينما اكتشفنا مناد، بويش ومرزقان أليسوا من فئة الأشبال• في سنوات الثمانينيات كان الطاقم الفني وطنيا مائة بالمائة مخلوفي مدربا للمنتخب الأول، سوكان مدربا للمنتخب العسكري، أنا مدربا للأواسط، وراوي مدربا للأشبال، وكنا نتواصل فيما بيننا والنتائج كانت تظهر على أرضية الميدان، ولا يجب أن ننسى التكوين ثم التكوين•
البعض يقول إننا نملك لاعبين، لا منتخب بأتم معنى الكلمة، طالما أن المحترفين ليسوا في مستوى ماجر أو بلومي أو عصاد ولالماس؟
ماجر، بلومي، أومخلوفي لاعبون مميزون في زمانهم، وقد شرّفوا كثيرا الألوان الوطنية• حاليا المحترفون لا يملكون النزعة الوطنية بل هم ''عبيد'' أنديتهم الأوروبية ولا خيار لهم في حال قرروا تلبية دعوة الطاقم الفني عليهم حساب ألف حساب، طالما أنهم لا يملكون مكانة أساسية، لذا نجدهم يترددون في تلبية دعوة المدرب الوطني لسبب ما أوآخر• وهو الأمر الذي لم نكن نعاني منه في الفترة التي أشرفنا فيها على النخبة الوطنية•
تفصلنا أيام معدودات عن لقاء ''الخضر'' ضد مصر، وكمدرب وطني سابق كيف ترى مواجهة 7 جوان القادم؟
أنا متأكد أننا سنفوز عليهم يوم 7 جوان، نملك لاعبين في المستوى، لاسيما المحترفين• وأنصح سعدان بعدم التركيز كثيرا على مواجهة الفراعنة بل حذار من المنتخب الزامبي، والكرة المصرية دخلت حاليا في مرحلة الشك، بدليل ما حدث للأهلي الذي خرج مبكرا من رابطة أبطال إفريقيا• وبعودة زياني للمنتخب بعد غيابه عن اللقاء الأول ضد رواندا فإن حظوظنا قائمة، وليكن في علمكم أننا لم ننهزم أبدا على أرضنا ضد المصريين، وعلينا كذلك الحفاظ على تفوقنا بملعب البليدة منذ بداية التصفيات الحالية•
في رأيك ما هو الفرق بين المنتخبين؟
الفرق على الورق شاسع جدا، فالمنتخب المصري هو حامل لقب نسختي كأسي إفريقيا للأمم لعامي 2006 و2008، عكس ''الخضر'' الذين تراجعوا كثيرا، لكن سلاحنا الوحيد والأول هو الإرادة ورفع التحدي دون أن ننسى دعم الجمهور الجزائري المطلق في مثل هذه المقابلات الحساسة•
لقد حرمونا من التأهل إلى مونديال 1990 بإيطاليا، والكل يعلم ما حدث في القاهرة يومها، وكنت يومها مدربا للمنتخب، وتكرر الموقف عام 2001 حين حرمناهم في عنابة من بلوغ التأهل إلى مونديال 2002 بكوريا واليابان، وكنت مرة أخرى مدربا للمنتخب الوطني رفقة زوبا• هل هناك قصة بين كرمالي ومصر؟•
أعتقد أن الظروف فقط هي التي جمعتني ضد المصريين وليس هناك شيء آخر، وكل مرة العناصر الوطنية كانت تلعب بإرادة وعزيمة•• ففي القاهرة حدث ما حدث، وفي عنابة لم يكن يهمنا التأهل بقدر ما كان يهمنا تشريف ورفع الألوان الجزائرية، ولم نكن نساند لا مصر ولا السينغال يومها، بل لعبنا كرة القدم فقط•
ما هي النصائح التي يمكن أن تقدمها لسعدان للإطاحة ب''الفراعنة''؟
هي نصيحة واحدة فقط، لا تتعدى عدم الدخول في متاهة أن التعادل الأخير لمصر ضد زامبيا بالقاهرة هو الذي سيحفّزنا على انتزاع النقاط الثلاثة، إذ يجب نسيان ذلك لأن المصريين سيحاولون أولا استفزازنا وإثارة أعصابنا لإفقاد عناصرنا التركيز، وهو ما يجب الاحتياط منه•
هل ترى أن حلم المونديال قد يتحقق؟ أم أننا سنكتفي بكأس إفريقيا للأمم؟
لا يجب أن نضع في الحسبان أن مباراة مصر هي المنعرج الحاسم وهي تذكرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، بل هناك زامبيا ورواندا في المجموعة وعلينا أخذ ذلك بعين الاعتبار، وإذا ما تأهلنا لكأس إفريقيا فقط فسيكون ذلك شيئا ايجابيا، رغم أن حلم الشعب الجزائري كله هو بلوغ كأس العالم•
وكيف ترى فكرة الاستنجاد بالمدربين الأجانب من طرف أنديتنا، وغالبا ما يتوقفون في نصف الطريق؟
يجب النظر في الغاية من جلب مدرب أجنبي هل هو على المدى البعيد أم القريب، هل من أجل التكوين أ من أجل النتائج الفورية؟ لأن هناك عدة معطيات يجب أخذها بعين الاعتبار• والسؤال الذي أطرحه دائما هو لماذا توفر الوسائل للمدرب الأجنبي على حساب المحلي؟ رغم أن النتائج يحققها هذا الأخير ولا أفهم عقلية المسؤولين عندنا•
الشيخ كرمالي يستفيد من منحة مجاهد ومن منحة خاصة من شركة سوناطراك• ما قولك ؟
حقيقة لحد الآن لازلت أتقاضى منحة من وزارة المجاهدين وكذا أخرى من سوناطراك وهذا الأمر ليس غريبا•• فقد شاركت بطريقة غير مباشرة في الثورة التحريرية وأكبر دليل استجابتنا لنداء الواجب سنة 1958، إلى جانب مساهمتنا في إنشاء فريق جبهة التحرير الوطني، والذي كان له دور كبير في القضية الجزائرية• أما بخصوص المنحة الأخرى فأعتقد أنني أستحقها كذلك، باعتبار أنه سبق وأن كنت موظفا في شركة سوناطراك آنذاك عندما كنت في مولودية الجزائر قبل أن يتغيّر اسمها، حيث تدعى حاليا المجمع النفطي أوالبترولي إن لم تخنني الذاكرة•
البعض يقول إنه خلال كأس إفريقيا لسنة 09 تقدمت لرئيس الجمهورية بطلب من أجل رفع العقوبة على سرار الذي كان معاقبا من أجل اللعب• هل حدث هذا فعلا ؟
هذه القصة لا أساس لها من الصحة، بل أكثر من هذا لست من المدربين الذين يقومون بمثل هذا التصرف الأحمق• حقيقة كان عليّ ضغط كبير خلال كأس إفريقيا سنة 1990 كما أن المهمة لم تكن صعبة بالنظر لعدة عوامل، والحمد لله أنني نجحت رفقة الطاقم الفني في رفع التحدي وحصد أول لقب في تاريخ الكرة الجزائرية •
أود أن طرح عليكم سؤال شخصي• قيل لنا إنك كنت متزوجا من إيطالية في فرنسا، ثم طلقتها بمجرد الاستقلال والعودة من تونس؟
بالفعل هذا صحيح، وقد حدث ذلك في مدينة كان الفرنسية، ثم طلقتها بمجرد عودتي إلى تونس مع الاستقلال، وحاليا تربطني معها علاقة حميمية، ولست نادما على زواجي منها•
يقال أنك جنيت أموالا طائلة من التدريب بالجزائر؟
هذا غير صحيح بتاتا فقد جنيت الأموال خارج الجزائر حينما تنقلت للتدريب في الإمارات العربية وتونس وليبيا، ولا تنسوا أن لدي منحة المجاهدين، وكذا منحة من شركة سوناطراك•
لنتحدث قليلا عن ما سمي ب'' قضية زيدان''؟
هذه القصية مفتعلة لأنني لم ألتق أبدا زيدان، ولم أقل عنه أنه ''ثقيل'' وكانت المرة الوحيدة التي تحدثت معه كانت لما كرّمنا الرئيس بوتفليقة كمنتخب جبهة التحرير بحضور زيدان وقلت له نكتة لا تقلق سأستدعيك قريبا فرد عليّ بابتسامة وفهم قصدي جيدا•
من هو أحسن رئيس اتحادية؟
هما عبد النور بقة وعمر كزال
من هو أحسن لاعب لكل الأوقات؟
إنه مصطفى زيتوني •
من هو فريقك المفضل؟
وفاق سطيف، ثم مولودية الجزائر الذي أتحسر عليه كثيرا لما آل إليه حاليا من صراعات داخلية•
ماذا يمثل لك مختار اعريبي؟
هو صديقي الحميم رحمه الله، وقال البعض أنه لو لعبنا سويا لتوجنا بكأس أوروبا مع سانت إيتيان أوليون•
كلمة أخيرة؟
أشكر جريدة ''الفجر'' على هذه الالتفاتة الطيبة، وأتمنى أن تعود الكرة الجزائرية لسابق عهدها•