أعلن، أول أمس، النائب الأول لمرشد الإخوان المسلمين العالمية، محمد السيد حبيب، رفض الحركة الشديد للنداء الذي أطلقه الأسبوع الماضي ناجح إبراهيم، نائب رئيس الجماعة الإسلامية للإخوان، الداعي إلى التوقف نهائيا عن ممارسة السياسة، في واحدة من أقوى المواجهات بين التنظيمين منذ عودة الجماعة الإسلامية للإخوان للظهور على الساحة السياسية والإعلامية بعد أن قامت بمراجعات فقهية وخروج قادتها من السجون• وأضاف محمد حبيب أن جماعة الإخوان تسير وفق منهج مبني على ثلاثة وظائف، تتمثل في التربية والدعوة والسياسة، وأن الجماعة متمسكة بها ومصممة على العمل وفقها، مشيرا إلى أن الإسلام ليس حكرا على حركة الإخوان المسلمين في العالم وحدهم، قائلا ''الدين الإسلامي يخص المجتمع كله وأحزابه السياسية بما فيها الأحزاب المنتمية لليسار''، وأن الأقليات الدينية الأخرى معنية بذلك، على اعتبار أن الإسلام يكفل لهم حقوقهم، في رده على ناجح إبراهيم الذي استشهد بعدة تجارب سابقة فشلت في تغيير اتجاهها من العمل الدعوي إلى العمل السياسي، ومنها الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، وما تبعها من مشاكل أدخلت البلاد في دوامة طويلة، تعرف نهايتها بفضل السياسة الرشيدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من خلال المصالحة من جهة، واحترافية المصالح الأمنية في معالجة الأزمة، مذكرا في سياق دعوته إلى ترك العمل السياسي والعودة إلى منهج التربية والدعوة إلى الندم الشديد الذي عاشه الزعيم الروحي لحركة الإخوان المسلمين، المرحوم حسن البنا، عندما أدخل بفكره الجماعة في معترك السياسة وما تبعها من اغتيالات واعتقالات ومحاكمات• وأوضح النائب الأول لمرشد الإخوان المسلمين أن الجماعة لن تنافس أي طرف، ولن تسعى للوصول للحكم في الوقت الراهن، وقال ''علينا أن نربي الناس ونرتقي بالشعب ويصبح قادراً على فرض إرادته، بالعمل الديمقراطي السلمي''، وأن الإخوان يسعون من خلال ممارسة السياسة إلى التدريج في المراتب وفق منهج عدم القفز في الهواء، مركزين في رهانهم على الشعب في بلوغ أهدافهم، يضيف محمد حبيب، وأن الفرق بين العمل الحزبي الذي يهدف إلى الوصول للسلطة، والعمل السياسي يدعو إلى المشاركة في صنع القرار والاهتمام بانشغالات المواطنين، مؤكدا أن الإخوان في حالة وصولهم للسلطة لن يرفعوا نزاعة التكفير ضد معارضيهم أو مخالفيهم في الرأي أو في المنهج، لأنهم لن يقيموا أبداً دولة دينية، بل سيتمسكون بالدولة المدنية التي يستطيع فيها الشعب محاسبة حكامه وعزلهم إذا أخطأوا استنادا لهيئة العلماء، وأن كل محاولات تشويه صورة الإخوان وتلويث سمعتهم وتأليب الرأي العام ضدهم مصيرها الفشل• وتذكر مصادر مقربة من حركة الإخوان في الجزائر أن ما يحدث داخل حركة مجتمع السلم هو نتاج الخلافات بين أعضاء التنظيم العالمي، في تحديد المناهج الواجب اتباعها خلال السنوات القادمة لبلوغ الأهداف التي تم تحديدها في وقت سابق، وأن حركة الدعوة والتغيير التي ترى في العمل الدعوي منهاجا لوجودها، تتهم حركة مجتمع السلم، التي قال ذات يوم رئيسها أبو جرة ''سنصل إلى الحكم في غضون ,''2012 بالخروج عن المنهج المرسوم بعد التوجه الكبير نحو المناصب والممارسة السياسية التي أبعدت الجميع عن مسارها المتمثل في العمل الدعوي والتربية، وهي الاتهامات التي ترفضها حركة أبو جرة، متخذة العمل السياسي وسيلة من الوسائل التي تساهم في تحقيق الأهداف• وتضيف ذات المصادر أن ما يحدث في بيت الإخوان إنما ''تحصيل حاصل لتراكمات الأخطاء السابقة وفشل توحيد الرؤى والممارسة الديمقراطية وعدم تقبل الرأي المخالف''•