مازالت الأضرار التي خلفتها مرحلة الإرهاب تنخر جسد المجتمع الجزائري، الذي زعزعته الظاهرة وهزت أركانه، وهددت الأسس الإجتماعية التي لم ينجح الاستعمار طوال قرن وثلث أن يهدمها. فبعد المجازر والسيارات المفخخة واستغلال الدين في محاولة قلب النظام وسحق الجمهورية، تعيش الجزائر اليوم مرحلة لا تقل خطورة عن مرحلة المجازر.. مرحلة لم تعد النواة الأساسية في المجتمع وهي الأسرة تلعب دورها في حماية النشء بالشكل المطلوب لتداخل العديد من العوامل، فانتشرت الجريمة المنظمة، مستغلة الفراغ الأمني بسبب تجنيد قوات الأمن لمحاربة أكبر آفة تهدد البلاد والعباد وهي آفة الإرهاب، فانتشرت الاغتصابات والاختطافات وسرقات المنازل وتوزع قطاع الطرق في كل أنحاء البلاد واستشرى الفساد .. واليوم تواجه الجزائر ما هو أخطر من كل هذا، المخدرات التي تحاول قوى أجنبية، بما فيها المغرب غير الشقيق، ضرب الجزائر بها كسلاح فتاك. فبعد أن فشلت مخططات إسرائيل والمغرب وأمريكا نفسها في هدم البيت الجزائري من خلال نشر السلفية الدموية وسط المجتمع، ها هي قوافل المخدرات تمطر الجزائر يوميا بقنابل موقوتة، قنابل استهدفت البلاد في شبابها وقواها المستقبلية، وصارت قوافل المخدرات تحمل إلينا عبر الحدود الغربية العشرات من الأطنان يوميا. ولا ندري كم هي الكمية التي لا تعلق في شباك حراس السواحل والحدود وتصل المستهلك؟ للتذكير، فإن المغرب استعمل هذه الآفة في ضرب الجزائر في العمق منذ السنوات الأولى لفتح الحدود، وتحدثت الصحف وقوات الأمن في العديد من المناسبات منبهة لخطورة ما يهددنا من حدودنا الغربية، فالمغرب لم يجد طريقة أخرى للانتقام غير تنويمنا وهدم مجتمعنا بضربه في الصميم. لكل هذا، لن نقبل كأمهات وكمواطنين وكمجتمع بفتح الحدود مع المغرب، لأنه جار لئيم لا نأمن جانبه على أبنائنا.