انتهج رئيس الوفاق، عبد الحكيم سرار، نهج مسؤولي الفريق الكتالاني برشلونة الذي يعشقه بعد الوفاق، حينما وضع نصب عينيه حصد كل الألقاب وأصر على ضرورة المشاركة في كل المنافسات، رغم أن كثيرين نصحوه بعدم المجازفة والاكتفاء بثلاث جبهات كحد أقصى، مع الاعتذار عن المشاركة في كأس الكاف من أجل تخفيف ضغط المنافسة على فريقه، خاصة وأن البرمجة ببلادنا لا تخضع لأي ثابت. غير أن الرئيس سرار أصر بأنه يملك 24 لاعبا بنفس المستوى وبإمكان مدربيه أن يستعملوا كل اللاعبين ولم لا استعمال فريقين، فوضع منافسة كأس الجمهورية في المقام الأول نظرا لعشق وهيام سكان سطيف بها، ثم البطولة الوطنية كمطلب ثان، تليهما الكأس العربية التي كان يحلم الرئيس بإحرازها بصفة نهائية وإبقائها إلى الأبد بسطيف، بعد أن تمكن من الفوز بها لمرتين متتابعتين، ثم تأتي في المقام الرابع منافسة كأس الكاف. وكان الهدف المسطر هو التأهل إلى دور المجموعات. انطلاقة غير موفقة وآيت جودي يخلف سيموندي لم تكن انطلاقة فريق الوفاق موفقة مع بداية الموسم الكروي تحت قيادة المدرب الفرنسي برنار سيموندي، حيث لم يتمكن هذا الأخير من الصمود أمام انتقادات الأنصار وضغطهم على الإدارة لأكثر من خمس مباريات. فبعد خسارة أمام شبيبة بجاية ببجاية بهدف نظيف، ثم تعادل أمام اتحاد العاصمة بسطيف، قرر الرئيس سرار فسخ عقده مع مدربه وأنفق الكثير من الأموال في سبيل ذلك، بعد أن تشبث سيموندي ببنود العقد المبرم وهدد بالذهاب إلى الفيفا في حال عدم تحصله على مستحقاته. وفعلا تمكن المدرب من أخذ حوالي 600 مليون سنتيم مقابل ثلاثة أشهر من العمل، لتسند مهمة العارضة الفنية للمدرب المساعد توفيق روابح الذي قاد الفريق في مباراة واحدة أمام شباب بلوزداد، ليتم الاستنجاد بالمدرب عز الدين آيت جودي، الذي تمكن من إعادة القاطرة إلى السكة ويستعيد الفريق عافيته. نتائج إيجابية ومستوى لم يقنع الجمهور رغم أن المدرب عز الدين آيت جودي تمكن من تحقيق نتائج إيجابية، جعلت من الفريق يتربع على عرش البطولة بداية من الجولة ما قبل الأخيرة من مرحلة الذهاب أمام مولودية العلمة، إلا أن الجمهور السطايفي لم يكن أبدا راضيا بأداء فريقه الذي غالبا ما كان يفوز بصعوبة وبفارق هدف واحد فقط. وقد بدت الصعوبة في أداء الفريق منذ مباراة البليدةبسطيف إلى مباراة رائد القبة، آخر مباراة من البطولة للمدرب آيت جودي الذي لم يتمكن رفقة أشباله من تخطي عقبة أهلي البرج في إطار الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية، ووضع حد لسلسة النتائج السلبية المسجلة أمام هذا الفريق الذي صار يلقب بالشبح الأسود للوفاق. وتواصلت النكبات بعد ذلك ليخرج الفريق من منافسة رابطة أبطال العرب بعد خسارته أمام الترجي التونسي ذهابا وإيابا في الدور نصف النهائي، وتنتهي بذلك مغامرة السيد آيت جودي مع الفريق الذي سافر مباشرة إلى أنغولا أين لاقى فريق ريكرياتيفو في الدور الثمن النهائي، تحت قيادة المدرب المساعد مليك زرفان. وكاد الفريق أن يخرج من هذا الدور بعد تلقيه لهزيمة كبيرة بخمسة أهداف لهدف، لولا أن نتيجة الذهاب شفعت للفريق، حيث كان فاز بسطيف برباعية نظيفة. وهذه الوضعية دفعت بالرئيس للبحث عن مدرب يحسن التعامل مع الوضعيات النفسية الصعبة للفريق. مشيش يرفع التحدي، ويعيد قاطرة الوفاق إلى السكة تمكن الدكتور علي مشيش من رفع التحدي وإخراج الفريق من أزمته النفسية الكبيرة، حيث تمكن من إحراز فوز مقنع أمام أولمبي الشلفبسطيف، ثم العودة بنتيجة التعادل من باتنة، ثم تحقيق فوز عريض على مولودية سعيدة بخماسية مقابل هدفين، وهي النتيجة التي لم يسبق للفريق أن أحرزها إلا في أول مباراة من البطولة أمام اتحاد عنابةبسطيف. ولم يعد الفريق يسجل الأهداف فقط، بل تحسن أداؤه ومستواه إلى أبعد الحدود، حتى أن الأنصار اعترفوا للمدرب الجديد بنجاحه في رسم الطريق السليم للعب الفريق الذي لم يخسر ولا مباراة منذ مجيء "الدكتور" الذي يبقى يأمل في إنهاء موسمه مع الفريق بتحقيق تأهل صعب من بماكو أمام فريق جوليبا عشية الغد بمالي. وبعد أن تمكن من تحقيق اللقب الرابع للفريق سهرة الخميس الفارط، رغم أن الفريق تبقى بحوزته مباراتين متأخرتين أمام كل من مولودتي العلمة والعاصمة. أحسن فريق بأحسن هجوم وأحسن دفاع لم يكتف فريق الوفاق بالفوز باللقب الرابع فقط وإنما دعمه بتصدر خط هجومه للقائمة بتسجيله ل48 هدفا، أمضى منها جديات 12 هدفا ثم حيماني ب10 أهداف وأخيرا زياية ب8 أهداف. كما يحتل خط الدفاع صدارة الخطوط بتلقيه 19 هدفا فقط، قبل أن يلعب الوفاق مباراتي العلمة والعاصمة. ورغم كل هذه الأحداث التي مر بها الفريق فإن اللاعبين والمسؤولين وحتى الكثير من الأنصار اعتبروا الموسم رائعا، كلف إدارة الوفاق حوالي 45 مليار سنتيم استعملها الرئيس سرار في جلب أحسن اللاعبين المتواجدين بالبطولة الوطنية، في انتظار ما ستؤول إليه المغامرة في منافسة كأس إفريقيا.