ساعات قليلة تفصل أزيد من 444 ألف مترشح لشهادة البكالوريا عن الامتحان المصيري وسط استكمال كافة التحضيرات من طرف وزارة التربية، من تجنيد للحراس ونقل لأظرفة الأسئلة عبر طائرات عسكرية للولايات البعيدة، بينما تتواصل عملية المراجعة المكثفة للطلبة والتي تستمر إلى غاية آخر لحظة من اليوم المنتظر، في الوقت الذي يدعو فيه الأساتذة والمختصون في ميدان التعليم إلى المثول إلى الراحة وإعطاء الذهن فرصة لترتيب المعلومات المخزنة• تواصلت عملية مراجعة الدروس من قبل مترشحي شهادة البكالوريا رغم أنه لا يفصلنا عن تاريخ 7 جوان 2009 إلا يوما واحدا، فبين المراجعة الفردية في المنزل، فضل الكثير من الطلبة اللجوء الى المكتبات العمومية لمشاركة الأصدقاء والزملاء التحضير• وأبرزت الجولة الاستطلاعية التي قادت ''الفجر'' إلى بعض مكاتب العاصمة، الأهمية البالغة التي يوليها هؤلاء المترشحون لهذا الامتحان المصيري، فمكتبة الكيتاني بالعاصمة أحد توجهاتنا، تهاطلت عليها وفود المترشحين، خاصة خلال الأسبوعين الأخيرين، وسط جو مفعم بالحيوية، رغم علامات الخوف البارزة على وجوه الكثير منهم، إلا أن إرادة التغلب على شبح البكالوريا بادية من خلال بذل الجهود إلى غاية آخر لحظة• وفضل العديد من الطلبة إجراء مراجعات جماعية، حيث تنفرد كل جماعة طلابية بحل مواضيع ومسائل مطروحة في السنوات الفارطة، وتأتي عملية التحضير حسب الطلبة الذين حاورتهم ''الفجر'' في اللحظات الأخيرة لاستيعاب كل الدروس، أو كما أرجعه البعض الى تخوفهم من عدم الإلمام بكل جوانب الدروس، خاصة تلك المتعلقة بتقنيات الإجابة أو المفاتيح الأساسية لكل تمرين• أساتذة ومختصون يحذرون من المراجعة في اللحظة الأخيرة في حين صرحت مجموعة من الأساتذة ل ''الفجر'' على ضرورة الخلود إلى الراحة خلال هذه الساعات الأخيرة قصد منح الفرصة لترتيب المعلومات التي أدخلت طيلة فترة المراجعة، مضيفين أن أي بذل للجهد الإضافي قد يشوش على المخ، وهو ما سيتسبب في عدم التركيز لدى قراءته أسئلة الامتحان• وقد اتبع البعض الآخر من المترشحين الذين التقت بهم ''الفجر''، هذه الطريقة التي أوصى بها المختصون، فسهيلة التي تدرس في شعبة الأدب، وردة، فاطمة وجمال في شعبة العلوم، هم طلاب أكدوا أنهم قد أغلقوا باب المراجعة منذ الأسبوع المنصرم، مصرين على منح أنفسهم الوقت الكافي للراحة بعد عام كامل من الجد والمثابرة• من جهتها، استكملت وزارة التربية الوطنية كل المهام المنصبة على عاتقها لاستقبال هذا الحدث المهم والذي سيتزامن مع حدث كروي لا يقل أهمية لدى العديد من المواطنين والمتعلقة بالتصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم، حيث سيجمع اللقاء بين المنتخب الجزائري والمنتخب المصري لحساب الجولة الثانية من هذه التصفيات، أين سيكون الموعد من ملعب البليدة بداية من الساعة الثامنة ونصف• فبعد التحضيرات التي بوشر في تنفيذها لإنجاح اللقاء، كشفت وزارة التربية بدورها على نجاح اللقاء الذي سيجمع المترشحين بأسئلة الامتحان يوم غد الأحد بداية من الساعة التاسعة صباحا• وتؤكد المعلومات المتحصل عليها من قبل الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، أن المبلغ الإجمالي للامتحانات الرسمية والمقدر ب 5,5 مليار دج، قد منح الفرصة لتغطية كافة الجوانب بما فيها البشرية والمادية، لاستقبال 444 ألف و514 مترشح، بينهم 263 و330 نظامي و181 ألف و845 حر، مجزئين على ألف و813 مركز امتحان، وتحت حراسة 85 ألف و,679 حيث سيتم تخصيص خمسة حراس للأحرار و3 للنظاميين، ويضاف إليهم أزيد من 5 آلاف و430 ملاحظ، قصد إفشال أي محاولة غش من المترشحين• وقد سبق أن تم إرسال حوالي 450 ألف استدعاء للمترشحين في حين تستلم مراكز الامتحانات التي تشرف على توزيعها مديريات التربية مقدار 23 مليون صفحة للإجابة، منها أيضا 14 مليون ورقة مسودة، بغض النظر عن أوراق أسئلة الامتحان التي وزعت عبر 37 ألف ظرف، يسهر على حمايتها قوات الدرك الوطني والأمن، والتي كلفت أيضا بنقلها عبر الولايات بطائرات عسكرية خاصة، تفاديا لتسرب أي معلومات حول الأسئلة المطروحة•