مشاركتكم في الملتقى الدولي بالجزائر ماذا يمكن أن تزيد من تجربتكم الحرفية؟ مجيئي إلى الجزائر في حد ذاته، ومن أجل المشاركة في ملتقى يرمي إلى الحفاظ على الموروث الموسيقي العالمي، يضيف تجربة أخرى في رصيدي خاصة بالاحتكاك مع حرفيين وصناع للآلات الموسيقية من ثقافات غربية وأخرى شرقية، مما سيتيح لي فرصة صقل المواهب واكتساب خبرات جديدة سواء في صنع الآلات الموسيقية أو حتى اللعب على مختلف هذه الآلات• هل يمكن أن نتعرف على أكبر المشاكل التي تواجه صيانة الآلات الموسيقية وصناعتها؟ أعتقد أنه ليس هناك مشاكل في صيانتها، بقدر ما نلاحظ قلة صناعتها أصلا• فمثلا في الجزائر لا نكاد نحصي حركة تصنيع للآلات الموسيقية بشكل واضح، بالإضافة إلى قلة المختصين في صناعة آلة العود• فكل موسيقي يعتمد تقريبا على نفسه أو على بعض المقربين منه، مما يحيلنا إلى الجزم أن الجزائر تفتقر نسبيا إلى حرفيين في صناعة العود• هل هناك ورشات تكوينية فعالة في الوطن العربي تسهم في إثراء حرفة صناعة الآلات الموسيقية؟ ليس هناك ورشات تكوينية يمكن إحصاؤها فعلا في الوطن العربي، عدا بعض الورشات الفردية التي تتوارثها بعض العائلات هنا وهناك، وهذا ما يجعل صناع الآلات الموسيقية يحافظون عليها بشكل تلقائي لأنها منتوجهم وصناعتهم، فمثلا في تركيا هناك فاروق برونز، وفي العراق محمد فاضل، وفي سوريا إبراهيم سكر وكلهم صناع حرفيون ممتازون• هل هناك مقاييس موحدة للآلات الموسيقية ومدارس للمحافظة على تقنيات صناعة هذه الآلات؟ لا توجد مدارس تقنية بالنسبة إلى توحيد الآلات الموسيقية، لأننا لا نستطيع فعل ذلك• فمثلا آلة العود لا يمكن إيجاد مقاييس موحدة، فالعود العربي يعتمد على الصوت الشرقي اللطيف، وأنا كمصري أحب الصوت الشرقي، إذا اتجهنا إلى العراق يحبون العود الذي نسميه العود الذكري، والذي يؤدي النغم العراقي مثل منير بشير، أما العود التركي فهو بمقاييسه يخدمه ويعطيه الصوت المراد سماعه، لذلك لا نستطيع توحيد المقاييس الموسيقية• من خلال صناعتكم للعود ومحاولة إيجاد كل الوسائل لصيانته والحفاظ عليه، هل يمكن أن نقول أن العود اليوم موجود؟ يجب أن نفكر في كيفية صناعة عود جيد بتصنيع احترافي وخامات جيدة الاستعمال، ودراسة التطورات الأوروبية الراقية التي تساعدنا في التحكم في صوت العود من أجل النهوض بهذا الموروث الموسيقي الذي حفظته الأجيال السابقة• ولا أعتقد أن يكون جيلنا هذا من يفرط في العود• ما هي أهم التوصيات التي يمكن التأكيد عليها لصانعي الآلات الموسيقية من خلال هذا الملتقى؟ أود أن ألفت انتباه كل الغيورين على هذه المهنة أن يوجهوا كامل اهتمامهم إلى الجيل الصاعد، هذا إن أردنا لهذه الحرفة الاستمرار، ويجب التفكير في استحداث حصة للأطفال في المدارس تتحدث عن الصناعة الموسيقية، لكي يستطيعوا التأقلم مع الموسيقى الهادئة فيتعلموها ويعلموها، وهذا الاقتراح بدأ العمل به في ماليزيا وأيضا في تونس وعلى ما أعتقد فهو مقترح في مصر لكنه مازال في طور النقاش• في رأيك أستاذ، من المسؤول عن رداءة الذائقة الموسيقية لدى الشباب العربي؟ الذائقة الموسيقية لدى الشباب العربي هي مسؤولية الجميع، بدءا من الأسرة، إلى المدرسة، فالمسؤولين عن القطاع الثقافي• ومن بين أكبر المتسببين في هذه الرداءة، القنوات الفضائية العربية، والتي بسبب اهتمامها بالمادة على حساب النوعية والجودة، أهملت تماما الموسيقى العربية الجيدة والأصلية، والتي ربت وتربي الأجيال•