أعلنت مجموعات ألمانية، نهاية الأسبوع، عن استعدادها الكامل للاستثمار والمساهمة في تمويل وتجسيد مشروع الكابل الكهربائي عن طريق الطاقة الشمسية بين الجزائر (أدرار) وأوروبا إلى غاية مدينة آخن الألمانية• قالت كل من مجموعة ''سيمنس''،''دويتش بنك'' و''أر دابليو'' إلى جانب ''ميونخ لإعادة التأمين'' أنها مستعدة للاستثمار في ما اعتبرته مشروعا طموحا لتزويد أوروبا بالطاقة من خلال الكهرباء النظيفة الآتية من شمالي إفريقيا• وقد لقي المشروع الجزائري الأوروبي استحسانا من قبل البرلمان الأوروبي الذي ينتظر أن يصادق على توصية تصنف المشروع كاستراتيجي، مما سيفتح له المجال لضمان تمويل ودعم العديد من الهيئات في انتظار أن تولي السلطات الجزائرية أيضا اهتماما أكبر، خاصة أن المعني بالمشروع جزائري بالدرجة الأولى، ويتعلق الأمر بمجموعة ''نيل'' المتخصصة، فضلا عن مساهمة عدد من الشركات والهيئات الجزائرية• ويضمن المشروع، الممتد على أكثر من 3000 كلم، كميات معتبرة من الطاقة الشمسية غير الملوثة عبر كابل يمتد من أدرار إلى مدينة آخن، مرورا بالعديد من المدن الأوروبية الأخرى، انطلاقا من جزيرة صقلية ثم الأراضي الإيطالية• وقد كشفت مصادر عليمة أن أكثر من 20 مجموعة ألمانية متخصصة قررت تجميع مواردها لضمان تجسيد المشروع الجزائري الأوروبي، وتحقيق مشروع نقل الكهرباء انطلاقا من الصحراء الجزائري إلى تخوم الأراضي الألمانية، ويرتقب أن تشكل هذه الشركات مجمعا كبيرا ''كونسورسيوم'' الشهر المقبل أي شهر جويلية للتحضير للانتقال الى مرحلة تجسيد المشروع • وسيشرع المجمع الذي سيشكل من العديد من الشركات الكبرى في تحسيس واستقطاب اهتمام شركات أخرى للمشروع الذي سيحمل تسمية '' ديزيتاك'' والذي قدرت تكلفته الإجمالية، بما فيه مرحلته الخاصة بالاستغلال والجانب اللوجيستي بحوالي 40 مليار أورو• وقد تقرر إسناد رئاسة المشروع الى تورستن جيوريك عضو مجلس إدارة شركة ميونخ لإعادة التأمين، ويتم حاليا تحديد مبادرة خاصة لجعل المشروع متكاملا وقابلا للتفاوض خلال السنتين المقبلتين، وتستند الشركات الألمانية بما فيها شركات التأمين وإعادة التأمين على مشاكل عديدة يرتقب أن تبرز خلال السنوات المقبلة بالنظر للتقلبات المناخية، وهذا العامل هو الذي دفع شركات كبرى مثل سيمنس وبنوك مثل دايتش بنك وشركات الطاقة، مثل أر دابليو'' إلى الاتفاق على تنظيم لقاء خاص في 13 جويلية المقبل في مدينة ميونخ للتحضير لاتفاق شامل• وبالنظر إلى أهمية المشروع فإن المبادرة تنال دعم الحكومة الألمانية، إلى جانب نادي روما ومنظمة غير حكومية تجمع العديد من العلماء في مدينة زيوريخ• ويحظى المشروع باهتمام ألمانية كبير، نظرا لكون ألمانيا من الدول الرائدة في مجال تطوير الطاقة الشمسية رغم أنها دولة لا تتمتع بنسبة كبيرة من التعرض لهذه الطاقة، إلا أن القدرات المتاحة في الصحراء الجزائرية والتي كشفت عنها تقارير الوكالة الفضائية الألمانية جعل المشروع يثير اهتمام الألمان أكثر من الاهتمام الذي أبداه الطرف الجزائري، إذ لحد الآن لم تبرز العديد من المبادرات من الحكومة بخصوص المشروع• وتهدف أوروبا إلى اختيار العديد من المواقع في شمال إفريقيا، الى جانب الصحراء حيث بدأ الطرف الأوروبي دراسة العديد من البدائل مثل المغرب وليبيا أيضا، حيث صنفت المغرب كمنطقة مستقرة سياسيا، فضلا عن تكلفتها القليلة، مما يطرح التساؤل حول خلفية عدم تحرك الحكومة لتدعيم الموقف التفاوضي الجزائري، خاصة أن المشروع أصلا جزائري خالص منذ بدايته• ويؤكد الخبراء على أن التقنية المختارة تعرف تحت تسمية تركيز الطاقة الشمسية التي تستخدم العديد من المرايا والخلايا الشمسية التي تولد في محصلتها طاقة نقية وغير ملوثة يتم نقلها عبر كوابل إلى أوروبا، وقد تم تجريب التقنيات المختارة في صحراء كاليفورنيا ونيفادا، ويتم استغلالها على مستوى مركبات في الجزائر، المغرب، إسبانيا والإمارات العربية المتحدة • وقد كانت الهيئات والمجموعات المدافعة على البيئة في ألمانيا أول المرحبين من المبادرة التي اتخذتها الشركات الألمانية، من بينها هيئة ''دابليو دابليو أف'' إحدى أهم الهيئات المدافعة على البيئة في العالم وفي ألمانيا•