هذا ما أهلها لتكون قبلة لباعة السمك، من مختلف المدن والولايات المجاورة كعنابة وفالمة ... إلخ، غير أن اللافت للانتباه هو قدم أسطولها البحري الذي يحتاج إلى تحديث وسائله، ليواكب متطلبات واحتياجات السوق المتزايدة من السمك الطازج. فالزائر إلى ميناء القالة تلفت انتباهه عشرات سفن الصيد من مختلف الأحجام فهناك المراكب الكبيرة التي تختص في صيد مختلف أنواع السمك الكبير والصغير، والمراكب صغيرة الحجم المختصة في صيد السردين بأنواعه. وغير بعيد عن هذه المراكب تنتشر مطاعم عدة مختصة في شواء أنواع السمك على الجمر، كالسردين، السمك الأحمر، التونة، الجمبري وغيرها، وبفضل موقع هذه المطاعم وقربها من الميناء، وطريقة عرضها للأسماك، التي تصل مباشرة من البحر، استطاعت أن تجلب أعدادا كبيرة من الزبائن، سواء من ولاية الطارف أو من خارجها، وهذا ما يؤكده ترقيم السيارات التي تصطف بالقرب من هذه المطاعم، حيث صادفنا خلال تجولنا بهذا الميناء إحدى العائلات القادمة من ولاية فالمة، والذي أكد لنا رب عائلتها أنه اعتاد على زيارة مدينة القالة كل نهاية أسبوع ليتذوق بها طبقه المفضل "السردين المشوي"، سيما وأنه يقضي عطلته الصيفية برفقة أفراد عائلته بشواطئ ولاية الطارف. وفي السياق ذاته صرح صاحب أحد المطاعم بأن مطعمه مفتوح لكل الناس، غير أن أكثر قاصديه هم من العائلات الغنية أو من رجال المال والأعمال وكذا من المسؤولين وحتى المغتربين الذين كثيرا ما يترددون على مطعمه، وهذا لا يمنع - حسبه - من زيارة العائلات البسيطة التي تعرف توافدا قليلا، وعند استفساره عن سبب عزوف العائلات البسيطة عن زيارة مطعمه أجاب بأن السبب يعود ربما لأسعاره التي ليست في متناول الجميع، وهذا راجع إلى ندرة السمك هذه الأيام، حيث يؤكد أحد أصحاب مركب صيد السردين بأنه كثيرا ما يعود خائبا في رحلته نحو الصيد، وهو ما يكلفه خسائر كبيرة، وهو حال الكثيرين من أصحاب المراكب الأخرى، إذ أصبح الطلب كبيرا ومتزايدا سيما على سمك السردين الذي يلقى طلبا كبيرا عليه باعتباره من أرخس أنواع السمك وأحلاها مذاقا، حيث أصبح سعر الكيلوغرام الواحد منه هذه الأيام بميناء القالة لا يقل عن 150 دينار، أما الجمبري فقد فاق سعره 1400 دينار هذا إن وجد. ورغم كل هذا تبقى القالة الوجهة المفضلة لكثير من العائلات الباحثة عن أطباق السمك المشوي والتي طالت شهرتها حدود الولاية، هذا ما أهلها لتكون قبلة سياحية رائدة.