في سنة 1982 قام المجلس الشعبي لولاية الجزائر بإخراج دراسة كانت قد أعدتها السلطات الفرنسية سنة 1957 لإنجاز ما سمي بميترو الجزائر .. ! أخرجت الدراسة من أقبية الولاية حيث يقبع العمراني للعاصمة و كان صاحب الفضل هو المرحوم محمد مزياني رئيس المجلس آنذاك بمساعدة الوالي المجاهد المرحوم الغازي. و أتذكر أن معركة نشبت بين و لاية الجزائر ووزارة النقل بقيادة كوجيل تتعلق بمن يتبنى المشروع .. فقالت وزارة كوجيل إن المشروع أكبر من إمكانيات الولاية فنيا و ماليا .. ! و قالت الولاية إن هذا يعني أن المشروع سيموت في أحضان البيروقراطية العليا للدولة ! و لتجاوز هذا الصراع اتفق الاثنان على أن يدشن المشروع و يوضع حجره الأساسي من طرف الرئيس ليصبح التزاما و بعد ذلك تتم العمليات المالية و الفنية المطلوبة لإنجازه ! و كانت القاهرة قد بدأت هي ايضا في وضع الدراسات لإنجاز ميترو القاهرة .. ! و قال المسؤولون الجزائريون عن أول راكب في ميترو الجزائر سيكون في نوفمبر 1988. و قام الرئيس الشاذلي بوضع حجر الأساس لميترو الجزائر في ساحة البريد المركزي .. و لا يزال حرف "M" الذي أزاح عنه الستار الرئيس ماثلا للعيان. وجاءت سنة 1988 و لم ينجز و جاءت 2008 و لم ينجز .. وبالمقابل دخل ميترو القاهرة الخدمة منذ 20 سنة ! و اليوم يقيم المسؤولون معرضا للميترو في ساحة الشهداء لنتفرج عليه و لا نركبه و يجرب وزير النقل الميترو على 5 كيلومترات فقط و يضرب لنا موعدا بأن نركب الميترو في 2010 .. ! و لكم أن تصدقوا بأن ذلك سيحصل قبل أن تموتوا اطال الله أعماركم و لو بدون ميترو ؟!