أكد الجنرال الفرنسي روندون الذي كان يسير خلية أزمة الرهبان السبعة الذين تم اختطافهم، أن مسؤولي وزارة الخارجية الفرنسية والكيدورسي كانوا على علم بكل تطورات الملف ساعة بساعة، وأن البيان 44 للجماعة الإسلامية المسلحة تبنى عملية اغتيال الرهبان بعد تماطل المسؤولين في الرد على مطالب مبعوث الجيا المدعو ''عبد الله'' من خلال البيان 43 الذي سلمه لرجال الاستخبارات في مقر السفارة الفرنسية بالجزائر• قال الجنرال الفرنسي داخل جهاز مراقبة الإقليم ''دي اس تي''، في تصريحات للصحيفة الفرنسية ''لو فيغارو'' إنه انتقل من باريس إلى العاصمة الجزائر بعد تسلمه لمهمة تسيير خلية أزمة شكلها الكيدورسي لمتابعة ملف ومحاولة تحرير الرهبان السبعة من أيدي الجماعة الإسلامية المسلحة، مؤكدا أن باريس كانت تشدد على عدم تعريض حياة الرهبان لأي خطأ قد يؤدي إلى قتل الرهبان، وأن القوات الأمنية الجزائرية كانت تعمل في الاتجاه ذاته بعد أن تم إبلاغها بذلك مؤمنة المنطقة بشكل محترف، وقال ''إنها دقائق حساسة ومسؤولة تم تسييرها في تلك الفترة، وبدبلوماسية كبيرة''• وأضاف الجنرال الفرنسي أن المفاوضات مع مبعوث الجيا المدعو عبد الله، كانت تحت أعين الخارجية الفرنسية بعد أن استقبله يوم 30 أفريل من نفس السنة رفقة مسؤولين من المديرية العامة للاستعلامات الخارجية، وقال ''لقد طلب المبعوث منا رقم هاتف في فرنسا لترسيم الاتفاق عبر البيان رقم 43 قدمه لمسؤولي الاستخبارات''، غير أنه بعد مرور 23 يوما يصدر البيان رقم 44 ، وتتبنى من خلاله الجماعة الإسلامية المسلحة اغتيال الرهبان بعد أن تأخرت السلطات الفرنسية في الرد على مطالب الجيا، وقال ''لم يتم استقبال أية مكالمة أو نداء من طرف مبعوث الجيا''• وأكد الديبلوماسي الفرنسي روبير كولين الذي يعتبر أحد المستجوبين من طرف القاضي الفرنسي المكلف بالملف بروغيير في أفريل ,2007 تمسكه بالرواية الرسمية بمسؤولية الجماعة الإسلامية المسلحة في اغتيال الرهبان السبعة بتيبحيرين سنة ,1996 مشددا في السياق ذاته على خطر محاولة تلطيخ الجيش الشعبي الوطني، مشيرا إلى أن مسار الملف تم بعلم السلطات الفرنسية خاصة منها الخارجية، باعتبار أنه كان يشغل منصب رئيس ديوان وزير الخارجية الفرنسية هيرفي دوشاريت، وكان قبل مجيء الجنرال روندن، يرأس ويسير خلية أزمة تتابع الملف منذ 27 مارس 1996 يوم اختطاف الرهبان لغاية تسلم المهام من طرف الجنرال الفرنسي المذكور• وقال أمام قاضي التحقيق في جلسة الاستماع ''كان وزير الخارجية دوشاريت على علم بكل مايجري ساعة بساعة''، موضحا أن عناصر المديرية العامة للاستعلامات الخارجية الفرنسية لم تتسلم مكالمات من مبعوث الجيا المدعو عبد الله، بعد استقباله في السفارة الفرنسية بالجزائر لغاية صدور البيان 44 للجماعة الإسلامية المسلحة، بعد تعطل المفاوضات التي تم فتحها من قبل لمدة 23 يوما، يقول روبير كولين أمام قاضي التحقيق''• واعتبر رئيس ديوان هرفي دوشاريت أن ما جاء به الجنرال المتقاعد بوشوالتير يدخل ضمن تأويلات يحاول تبرئة شخصه من مسؤولية فشل المفاوضات المفتوحة مع الجماعة الإسلامية المسلحة في إحدى روايات عديدة، وقال ''سوف أقدم ما ذكرته باعتباري شاهد في تلك الفترة أمام قاضي التحقيق''• وانتقد من جهته جون لويس، القاضي السابق المتخصص في مكافحة الإرهاب بالمحكمة الفرنسية، طريقة تعامل السلطات الفرنسية مع قضية مقتل الرهبان الفرنسيين من طرف تنظيم ''الجيا '' بالجزائر سنة ,1996 معتبرا أن إعادة فتح الملف في الظرف الراهن من طرف السلطات الفرنسية ما هو إلا ''جدل ايديولوجي''، يحاول من يقف وراءه التشهير لذاته والهروب من المسؤولية في إحدى حيل رجال المخابرات الفرنسية المعروفة• وهو ما أشار إليه السفير الفرنسي في الجزائر مؤخرا، من أن الجنرال بوشوالتر، يحاول التشهير بنفسه وتمضية بعض الوقت، ويبقى مسؤولا عن تصريحاته، كما أن تصريح الرئيس الفرنسي نيكولا سركوزي يوقف كل الأقاويل المزيفة ''لماذا يريدون الإساءة إلى علاقاتي الجيدة مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة''، حسب المراقبين•