علمت ''الفجر'' أن المتهم بمقتل الشاب عمر، وهو من مدينة سطيف، والذي أدانته محكمة الجنايات ببجاية في الأشهر الأخيرة بعقوبة السجن المؤبد، قد طعن في الحكم أمام المحكمة العليا• أكدت مصادرنا من بلدية ملبو بولاية بجاية مسقط رأس المتهم، وهو حارس بالمركب السياحي الجرف الذهبي، أن سكان المنطقة قد تطوعوا لمساعدة المتهم ماديا عن طريق تكليف المحامي مقران آيت العربي للدفاع عنه أمام جنايات بجاية، التي من المرتقب أن تبث مجددا في القضية خلال دورتها الأخيرة لهذه السنة• وعادت ''الفجر'' إلى تفاصيل المحاكمة السابقة مع حقائق مثيرة حول القضية التي اهتزت لها المنطقة، وخلفت حزنا كبيرا بمدينة عين الفوارة خاصة وأن الضحية هو الابن الوحيد لوالديه• كل شيء بدأ عندما حل عمر الابن الوحيد لوالديه من سطيف، ليحتفل ليلة 17 أوت من السنة الماضية الذي صادف تاريخ ميلاده العشرين بالمركب السياحي الجرف الذهبي، الذي يتوسط مدينة ملبو الساحلية على بعد حوالي 35 كلم شرق عاصمة الولاية بجاية، لكن القدر أراد له غير ذلك حيث تعرض لما لم يكن يتوقعه بمدخل الفندق، عندما منعه الحراس من الدخول تطبيقا للقانون الداخلي وتعليمات الإدارة، و كان يمكن أن تمر هذه الحادثة بسلام لولا أن أحد الحراس، أقدم على غرس ثلاثة طعنات في جسد الفتى المدلل، التي كانت كافية لتضع حدا لحياته في وقت كان الوالدان قد أعدوا له حفل لمشاركة فلذة كبدها عيد ميلاده العشرين، ويعدون الدقائق لملاقاة عمر ليقدم له أغلى هدية كان قد اختارها له والده من إحدى محلات مدينة الثامن ماي .1945 الوقائع تعود إلى مساء 17 أوت 2007 عندما توجه الشاب وكله حيوية و نشاط إلى بوابة المركب السياحي وحاول إقناع أعوان الأمن التابعين للمؤسسة برغبته الجامحة للدخول من أجل التمتع بالشاطئ والاستمتاع بهدير الأمواج وخرير المياه، وقضاء لحظات رومانسية خاصة وأنه متعود على الانزواء منفردا، لكن الحراس الثلاثة أصروا على الرفض ليس كرها في الزائر لكن التزاما بالتعليمات الفوقية، إلا أن الشاب حاول عدة مرات متوسلا لكن دون جدوى، وفي تلك الأثناء تطورت الأمور ليتحول النقاش والتوسل إلى شيء أخر قبل أن يقدم أحد الحراس حسب الاعترافات التي أدلى بها المتهمين الآخرين المتابعين بجناية المشاركة في القتل العمدي على استعمال القوة لإبعاد الشاب من مدخل الفندق حتى لا يزعج العشرات من الأسر التي كانت في عطلة صيفية• وفي تلك اللحظات المحرجة أخرج المتهم الرئيسي المتابع بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد خنجرا وغرس 3 طعنات في جسد الضحية الذي حاول جاهدا مقاومة الآلام الحادة وسار عدة خطوات طالبا النجدة من المواطنين الذين سارعوا لنقله على جناح السرعة إلى المركز الصحي لبلدية سوق الاثنين غير بعيد عن مكان الحادث، لكن القدر شاء أن يلفظ آخر أنفاسه قبل وصوله إلى المصحة• البارز في هذه المحاكمة التي استغرقت وقتا طويلا الحضور القوي لسكان مدينة ملبو، وكذا الاعترافات التي أطلقها المتهمين بالمشاركة والذين ظلوا متمسكين طيلة 15 شهرا بمقولة أحفظ الميم تحفظك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن عزة النفس ودموع والدة الضحية التي كانت تتابع مجريات المحاكمة وقلبها يتقطر دما على فلذة كبدها الوحيد، دفعت بالحارسين على إزالة الستار والاعتراف بالحقائق لتبرئة نفسيهما كما قالا، وأكدا أن المتهم الرئيسي هو القاتل• أعاد ممثل النيابة سرد الوقائع استنادا إلى أوراق الملف والاعترافات المدونة في محاضر التحقيق، أكد ثبوت التهم المنسوبة للمتهمين والتمس في حقهم السجن المؤبد، من جهتهم رافع محامو الدفاع للتخفيف من هول الوقائع وإعادة تكييفها إلى جنحة الضرب والجرح العمدي المؤدي للوفاة، وتطرقوا إلى مجريات التحقيق الابتدائي ملتمسين عقوبات مخففة، لكن هيئة المحكمة التي تداولت قانونا صوتت بالأغلبية على إدانة المتهم (فارس•ح) بالسجن المؤبد وتبرئة ساحة زميليه بالعمل وأنيسيه بالزنزانة•