حطت القافلة وطاقمها الرحال بساحة وسط المدينة، وما هي إلا ثوان حتى امتلأت الساحة بالمواطنين الذين أثارت فضولهم خيمة ''الفجر'' المنصوبة وسط الساحة• وتقدم عدد كبير من الشباب للاستفسار عن سبب هذه المبادرة والأهداف التي تسعى لتحقيقها• وبمجرد الؤجابة عن هذه التساؤلات حتى عبروا عن استحسانهم لمثل هذه المبادرات كما شجعوا الجريدة على المضي قدما في ربط أحسن علاقة مع المواطن• من جهة أخرى اغتنم سكان ولاية البويرة حضور القافلة بولايتهم لطرح انشغالاتهم والمشاكل التي يعانونها بسبب الفقر والبطالة وأزمة السكن، وكلها مشاكل أصبحت تعصف بسكان المنطقة الذين عبروا لنا عن سخطهم من السلطات المحلية والولائية التي لم توليهم أي اهتمام حسب تعبيرهم• إهتمام في شتى المجالات أكثر ما شد انتباهنا ونحن نتحدث مع العدد الهائل من سكان البويرة الذين شرفونا بزيارة خيمة ''الفجر''، المستوى الذي أظهروه في الحديث عن مختلف المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية• وقد أظهر السكان إلمامهم بكل صغيرة وكبيرة تخص هذه المجالات على المستوى الوطني من خلال حديثهم عن تحليل الواقع الذي يعيشه المواطن توحي بمستوى النضج الذي بلغه سكان ولاية البويرة• أهل البويرة غاضبون من الوزيرة تومي نالت وزيرة الثقافة خليد تومي حصة الأسد من الانتقاد اللاذع من طرف زوار القافلة، بسبب المهرجان الإفريقي• هؤلاء اعتبروا أن تنظيم الجزائر للباناف ذنب لا يغتفر، وطرح السكان العديد من التساؤلات حول هذه اللامبالاة حسب تعبيرهم، مؤكدين أن صرف مبلغ 400 مليار في الرقص والغناء خطوة غبية في الوقت الذي يعيش فيه المواطنون حالة الفقر المدقع وانعدام المرافق الأساسية من أجل تحسن حياته الاجتماعية• وأردف هؤلاء ''نحن في بلدنا الحبيب نملك أكبر ثقافات العالم فلماذا لا ننظم تظاهرة ثقافية وطنية للتعريف بثقافتنا المتنوعة داخليا''• نريد صحافة تهتم أكثر بالمواطن عبر عدد من سكان ولاية البويرة عن امتعاضهم من الصحف الوطنية حيث أكدوا أن الصحافة الوطنية اليوم أصبحت في صالح السلطة، ولم تعد تهتم بالمشاكل التي يعيشها المواطن• وأضافوا أن الاستقلالية لم تعد موجودة في الوقت الراهن• ولم تعد الصحافة المكتوبة تقوم بدورها المنوط بالدفاع عن حقوق المواطن والاهتمام بتطلعاته الأساسية، متمنين أن تسير جريدة ''الفجر'' على هذا النهج وتهتم بمشاكل المواطن الأساسية• سكان البويرة: ''أعيدوا لنا سلاحنا نرجع إلى قرانا'' اغتنم سكان البويرة تواجد قافلة ''الفجر'' في ولايتهم للحديث عن نزع السلاح الذي طال عددا كبيرا من سكان الولاية لأسباب وصفوها بغير المنطقية ولا المقنعة• إذ عبر سكان سكان القرى والمداشر خصوصا عن استيائهم من الخطوة التي أقدمت عليها السلطات بالولاية بنزع أسلحتهم من دون سبب مقنع حسب تعبيرهم• وأضافوا أن عملية نزع السلاح من السكان لم تكن خطوة صائبة بسبب فلول الجماعات الإرهابية التي لاتزال تهدد أمنهم واستقرارهم بمختلف قرى ومداشر الولاية• واستطرد هؤلاء ''كنا نحتمي بالأمس بسلاحنا الذي كان ركيزة كفاحنا ضد الإرهابيين من أجل استمرارنا في العيش والعمل وحماية ممتلكاتنا في القرى والمداشر، لكن اليوم تم نزع سلاحنا ولم نعد في مأمن في قرانا ومداشرنا ولن نستطيع العودة إليها إلا باسترجاع سلاحنا، علما أن بعض أصحاب النفوذ استطاعوا استرجاع بعض القطع من أسلحتهم وهو الأمر الذي نعتبره غير منصف، كما نطالب السلطات المعنية بإعادة النظر في القضية من أجل عودتنا إلى منازلنا وأراضينا''• خ•ع زوار القافلة محمد عزوز - أستاذ لغة أمازيغية على جريدة ''الفجر'' والجرائد عموما أن تكون وطنية وأن تبتعد قدر المستطاع عن الجهوية، كما عليها أن تأتي بالأخبار والحقائق رفقة أدلة أكيدة ومقنعة، وألا تنحاز إلى جهة معينة دون أخرى• كما عليها أن تهتم بالمشاكل الأساسية للمواطن والشباب خصوصا بدل الاهتمام بالمسائل الجانبية والتافهة• وأنا أرى أنه على الصحافة أن تقوم بدور المراقب وكشف الذين يخرقون القانون ويتسببون في المشاكل الجمة التي يعيشها المواطن العادي من بطالة وفقر وأزمات متعاقبة، وأتمنى لجريدة ''الفجر'' أن تسير على هذا النهج كما أتمنى لها النجاح والاستمرارية• أريد أن أضيف شيئا واحدا وهي رسالة لبعض الصحف الأخرى: ''أتركوامنطقة القبائل وشأنها فنحن لن نتنصر ولن ندعو لتقسيم الجزائر نحن جزائريون مسلمون''• عودية محمد - متقاعد على الجريد الاهتمام بمشاكل المواطنين والدفاع عن حقوقهم ونقل انشغالاتهم للسلطات العليا في البلاد، وألفت انتباه السلطات في ولاية البويرة من خلال جريدتكم الموقرة إلى أننا نطالب باسترجاع سلاحنا من أجل العودة إلى قرانا ومداشرنا ومن أجل الرجوع إلى منازلنا والعمل في أراضينا التي تركناها بسبب هذا المشكل، حيث لم نعد نضمن امننا في مختلف القرى في الجبال الامر الذي دفعنا للنزول إلى المدينة وارجو أن تنقلوا هذا الانشغال• رزق الله محمد بطال المبادرة التي قمتم بها تستحق الشكر والتقدير فلم نعد نجد اليوم منبر نستطيع التكلم منه وها هي جريدتكم منحتنا الفرصة في هذا اليوم• نحن هنا نعاني منذ سنة 96 حيث تركنا قرانا ومداشرنا هروبا من الإرهاب لكننا اليوم مستعدون للعودة إذا أرجعوا لنا سلاحنا من أجل العمل في أراضينا• هنا بعض القرى رجع أهلها لكنهم اليوم يعيشون تحت وطأة الوعود الكاذبة للسلطات المحلية فانعدام المرافق حول حياتنا إلى جحيم، ويمثل مشكل غياب المياه أكبر هواجسنا منذ مدة، وقد وعدتنا السلطات بحل كل هذه المشاكل إلا أنه لم يتحقق شيء منذ ذلك الحين، ما حولنا قرانا إلى قرى مقطوعة لا تملك إلا الكهرباء ولا شيء غير هذا، إضافة إلى هذا يعاني شبابنا البطالة وانعدام فرص العمل وأزمة السكن• نطالب من السلطات المحلية توفيره وأرجو نقل هذا عبر جريدتكم وشكرا•