عادت الرباط مجددا إلى مناوراتها حول العلاقات الجزائرية - المغربية، وراحت تحمّل الجزائر مسؤولية استمرار غلق الحدود من خلال إقحام قضية الصحراء الغربية في الملف، رغم أن السلطات الجزائرية أكدت أكثر من مرة استعدادها لدراسة المسألة شريطة أن تكون ضمن مراجعة كاملة وشاملة، بما يحمي الاستقرار والاقتصاد الوطنيين، من حيث تأمين الحدود من كل المزايدات السياسية والتاريخية وحماية التبادلات التجارية من كل أشكال التهريب، السلع، المخدرات، السلاح، المهاجرين السريين وعدم تكرار المنطق المزاجي للرباط في التعامل مع علاقاتها مع الجزائر، مثلما حدث في .1994 وضمن منطق الترويج ل ''نزاهة'' الأطروحات المغربية، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، خالد الناصري، في تصريح ، ل ''القدس برس''، أمس، إن ما يهمه في الظرف الراهن كناطق رسمي باسم الحكومة هو ''إيجاد إمكانية لتطوير العلاقات بين البلدين، ووضع حد لمسلسل العقم الذي هيمن على العلاقات بين البلدين طيلة 35 سنة الماضية''، حيث استبعد المتحدث إقامة علاقات جيدة بين الجزائر والمغرب ''طالما تواصل الجزائر تمسكها بملف الصحراء الغربية''، مشيرا إلى أن الربط بين القضيتين هو الذي يعكر العلاقات، متجاهلا أن القضية كانت ومازالت ضمن أجندة الأممالمتحدة، على اعتبار أن القضية تتعلق بتصفية استعمار، وأن البوليساريو ممثل شرعي ووحيد للجمهورية العربية الصحراوية، العضو في الاتحاد الإفريقي، وهي معطيات بارزة لا يمكن تجاهلها، فضلا عن التزامات الجزائر أمام المجموعة الإفريقية والدولية• وفي سياق متصل، نظم مركز الدراسات العربي- الأوروبي بباريس، أمس، ندوة حول الأسباب التي حالت دون الانطلاقة الفعلية لاتحاد المغرب العربي، وما هي الاقتراحات التي يمكنها إعادة إحياء هذا التكتل المهم، حيث أكد عبد الله جاب الله ''أن الأسباب في عدم إقامة الاتحاد المغربي العربي هي سياسية، وفي المقام الأول الخلاف حول الصحراء الغربية بين الجزائر والمغرب، وأن مشكلة الصحراء أعاقت الاتحاد، فالجزائر ربطت المشكلة بالأممالمتحدة والمغرب يحمّل الجزائر المسؤولية، واعتبر أن هذا السبب الجوهري لتعطيل اتحاد المغرب العربي• من جهته، أكد الهادي البكوش، رئيس وزراء تونس الأسبق، أن السبب الأساسي يكمن في أن دول المغرب العربي حديثة العهد، وهي بحاجة للوقت لتكتمل مراحل البناء، مضيفا أن عدم وضع آليات للوحدة والتكامل والعمل المشترك من الأسباب التي حالت دون إطلاق اتحاد المغرب العربي•