سلطت النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين أمس الأضواء على الفضائح المستمرة لقطاع التربية، وسط تنامي ظاهرة البزنسة والرشاوى في المدرسة الجزائرية، مشيرة إلى أن مديرة ابتدائية، حاج تقرين بالمقرية، حولت المدرسة إلى مؤسسة تجارية، وخلفت وراءها تحويل 9 معلمات إلى مدارس أخرى، فيما استفادت هي من الترقية، رغم إحالتها في عديد المرات على مجالس التأديب، وستجتمع النقابة بأولياء التلاميذ ومعلمي 7 مدارس لمقاطعة الدخول المدرسي من أجل الوقوف إلى جانب المعلمات المهضوم حقهن· استنكرت الأمانة الولائية وسط للنقابة الوطنية لعمال التربية، خلال ندوة صحفية نظمت بابتدائية عيسات إيدير، عملية تحويل تسع معلمات من المدرسة الابتدائية حاج تقرين بالمقرية بالعاصمة، من قبل المديرة، إثر خلاف بين الطرفين، والذي امتد إلى 4 معلمات أخريات، ما انجر عنه مراسلة الضحايا والنقابة لوزارة التربية الوطنية ومديرية التربية وسط، حول تجاوزات هذه المديرة التي حولت المدرسة إلى مؤسسة اقتصادية، حيث تتاجر بنقاط التلاميذ ومعدلاتهم، مقابل خدمات وامتيازات، ووصل الحد إلى أن طلبت من التلاميذ وفي العديد من المرات بطقات ''جازي'' للتعبئة· وأكد الناطق الرسمي للأمانة، السيد حمودة، أن المراسلة أسفرت عن إرسال لجنة تحقيق وزارية، غير أن نتائجها لم يتم الإفصاع عنها، ليتم بعدها إرسال لجنة أخرى من مديرية التربية، ميزها هي الأخرى الغموض، حسب المعلمات اللواتي حضرن الندوة والنقابة، ليبقى المشكل قائما، رغم أن المديرة قد حولت إلى مجالس تأديبية، كان آخرها بسبب الخطأ المهني الناجم عن تزوير تقارير المعدلات الخاصة بتلاميذ السنة الخامسة، في محاولة منها لإنجاح أبناء معارفها· كما أضافت المعلمات أن المديرة حولت المدرسة إلى مسرح لاستقبال صديق ابنتها، واللقاءات الحميمية دون مراعاة قدسية المؤسسة التعليمية، غير أن أحدا لم يتجرأ لوضع حد لها بسبب نفوذها، حيث قامت بتهديدهن وقالت إنها صديقة بوتفليقة، مؤكدات أنهن يحزن على أدلة قاطعة وتسجيلات صوتية تدين المديرة· وتفاجأت تسع أستاذات من مجمل 13 أستاذة يعملن بالابتدائية بتحويلهن إلى مناطق بعيدة عن مدرستهن بالمقرية، في الوقت الذي استفادت المديرة من ترقية وتحول إلى مديرة ابن الناس بحي أول ماي، وهو الأمر الذي أثار إشكالية كبيرة لديهن، باعتباره قرارا تعسفيا في حقهن· وموازاة مع هذا، فإن أمانة النقابة الولائية للجزائر وسط قررت مقاطعة الدخول المدرسي بمقاطعة المقرية، والتي تضم تسع مدارس، بمشاركة أولياء التلاميذ الذين استنكروا العملية، مهددة بتصعيد الاحتجاجات إلى كافة مدارس العاصمة، إذا لم تتدخل وزارة التربية لإرجاعهن إلى مناصبهن ووضع حد لمثل هذه التجاوزات· وانتقدت من جهة أخرى الأمانة التعديل الأسبوعي الجديد، وإصلاحات قطاع التربية التي رافقها المزيد من الاكتظاظ على حساب النوعية، جراء سوء التسيير والتخطيط، فعلى سبيل المثال تضم متوسطة احمد بودراع ببوزريعة 1800 تلميذ رفقة مساعدين تربويين اثنين فقط، في وقت لا تتجاوز طاقة استيعاب المؤسسة 800 تلميذ·