وفي معرض حديثها أكدت تومي أن وزارة الثقافة حاولت جاهدة الحصول على حقوق طبع أعمال درويش بالجزائر، كخطوة فعالة للمحافظة على ما تركه الفقيد من أعمال ستظل خالدة على مر العصور، كونه صنع من نصوصه وطنا صوريًا لكل فلسطيني وعربي، لكنها فشلت في التوصل إلى اتفاق مع دور النشر التي تحتكر أعماله· وعن هذا المهرجان الذي خصصته الجزائر لذكرى رحيل شاعر المقاومة محمود درويش، قالت تومي ''إن الجزائر إذ بادرت بتنظيم شهر من النشاطات الثقافية والفنية تكريما واحتفاء بأعمال درويش التي ستبقى خالدة، تستعيد بذلك تقاليدها الراسخة التي قادتها سنة 1988 إلى احتضان الإعلان الرسمي لقيام الدولة الفلسطينية، وهو النص الذي ساهم درويش في كتابته ببراعة''· وأضافت الوزيرة ''إن الجزائريين والجزائريات لازالوا يتذكرون بكثير من الخشوع البث التلفزيوني المباشر من قصر الأمم، الذي يظهر الشاعر وهو يلقي قصائد بفصاحة وإطناب فرض السكوت في كل البيوت الجزائرية، وتجاوب معه حتى الذين لا يتذوقون الشعر أصلا''· ومن جهة أخرى أكد رشيد قريشي أن أحد أهم الأحداث التي ميزت حياته هي عمله مع الراحل محمود درويش بتونس سنة ,1981 وقال بخصوص عمله مع درويش ''في ذلك المشروع لم يكن الأمر يتعلق بالنسبة لي بوضع رسوم وصور على أشعاره، فلقد أحببت نصوصه وكان يستحسن عملي ومن ثم كانت رحلة دامت ثلاث سنوات انتهت بإبداع أعمال تم عرضها في شكل معلقات''· هذا وقد علقت رسوم رشيد قريشي قبالة نصوص درويش المكتوبة بالخط الكوفي من إنجاز الخطاط العراقي حسن مسعودي· للتذكير فإن هذا المهرجان يضم سلسلة من إحدى وعشرين صورة تم إنجازها من قبل الفنان التشكيلي الجزائري رشيد قريشي، مستلهمة كلها من أعمال محمود درويش، وبالموازاة مع هذا المهرجان نظم عرض كوريغرافي من إخراج نصيرة بلعزة يتمثل في رقصة معاصرة على وقع قصائد محمود درويش، كما ستمتد هذه التظاهرة إلى غاية الرابع أكتوبر، وستعرف قراءات شعرية وإقامات أدبية·