عبر، أمس، السفير الموريتاني بالدوحة، محمد فال ولد بلال، عن التزام نواكشوط بمبدإ الجزائر الرافض لإقامة قواعد عسكرية أجنبية في منطقة دول الساحل التي يجمعها تعاون راق مع الجزائر والدول المجاورة تكفي لاستتباب الأمن ومحاربة العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكذا مكافحة الجريمة والهجرة السرية· وقال السفير الموريتاني، في حوار أجرته معه صحيفة ''الوطن'' القطرية، حول الرحلات المكوكية لمسؤولين غربيين لنواكشوط والحديث عن إقامة قاعدة عسكرية في المنطقة، أنه لا حاجة لقواعد عسكرية ثابتة في منطقة غرب إفريقيا وليس في موريتانيا وحدها، معتبرا أن التعاون الحاصل بين دول المنطقة يكفي لاستتباب الأمن ومحاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وأن ''التنافس بين الفيل الأمريكي والديك الفرنسي لا يعدو أن يكون إلا من أجل الظفر بعقود اقتصادية في المنطقة''، خاصة بعد التفاهم والتنسيق بين دول المنطقة الذي يقف أمام أي حديث حول التواجد العسكري الغربي· وأشار إلى أن ''باريس موجودة بحكم التاريخ واللغة وتنافس واشنطن التي تبحث عن مكان لها في المنطقة''· وقال ''لا توجد قواعد أمريكية في موريتانيا، وليس لدينا نية للقبول بقواعد أجنبية''· وجاء رد نواكشوط على لسان سفيرها بالدوحة مطابقا لرفض الجزائر لأي تواجد عسكري غربي في المنطقة تحت أية ذريعة، باعتبار أن دول الساحل الإفريقي كفيلة بحفظ الأمن والتحكم في الأوضاع على اختلاف الظواهر، خاصة الجزائر وليبيا، وآخرها اتفاق الجزائر الذي أدمج التوارق المسلحين ضمن وحدات القوات المالية للمشاركة في تطهير المنطقة من كل الآفات، خاصة خلال اليومين الماضيين مع تواجد مسؤولين أمنيين فرنسيين وزيارة وزير الخارجية الاسباني، والحديث عن اتفاقيات ثنائية وإقليمية حول ما أسمته باريس على لسان سفيرها في نواكشوط أمس ''الملف الأمني الحساس الذي يزعزع استقرار المنطقة'' من جهة، وتسليم مدريد لطائرتين للمراقبة البحرية على هامش الزيارة ومساعدات تدخل في نفس الإطار من جهة أخرى، في محاولة لتجاوز حضور الجزائر ومجهوداتها في استتباب الأمن وبسط الاستقرار في منطقة دول الساحل·