شكّلت العلاقة بين الشريط المرسوم والسينما محور الندوة التي احتضنها، مساء أول أمس، بهو رياض الفتح في إطار المهرجان الدولي الثاني المخصص لهذا الفن ال09 والذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 18 أكتوبر الجاري· وأفاد مختص بلجيكي إيتيين شريدر أن ''التقنيات السنيماتوغرافية الحالية توفر نفس مؤثرات الشريط المرسوم''، مضيفا أن ''الاختلاف الكبير بين الشريط المرسوم والسينما يكمن في الصوت· وأضاف ذات المتحدث أننا عندما نقرأ الشريط المرسوم نطلق العنان لمخيلتنا ونتقمص شخصيات الرواية وهذا ما لا يحدث في السينما، مضيفا أنه للنجاح في اقتباس فيلم سينمائي من شريط مرسوم، يجب اختيار الألبوم وشخصيات الرواية بشكل جيد وبالخصوص أصحاب الأدوار الثانوية· وأشار ذات المتحدث إلى أن ''الانتقال من الشريط المرسوم إلى السينما يتطلب اقتباسا وبعض التعديلات''، مؤكدا أن الشريط المرسوم ''يخاطب حساسية القارئ بشكل آخر وبالخصوص الطفل''· وأوضح الخبير شريدر أن ''الشريط المرسوم يخاطب الخيال عن طريق الصورة والفقاعات بينما تعمل السينما على تكييف الخيال من خلال الصوت والصورة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من مخرجي السينما الذين مارسوا في الماضي الشريط المرسوم، كما أشار أن الشريط المرسوم هو فن إبداعي يتجاوز الكاميرا، موضحا أن اقتباس السينما من الأشرطة المرسومة تعد ذات طابع اقتصادي لأنها تسمح ببعث عملية بيع الأعمال التي سبق إنجازها على الورق· ومن جانبه، تطرق السينمائي جيلالي بسكري، إلى الجانب التقني الخاص باقتباس فيلم من شريط مرسوم، معتبرا أن هذه العملية لا تشكّل عائقا ولكنها تسمح بترقية الفن التاسع، كما أوضح بسكري أن ''التكنولوجيات الحديثة تسمح بإنجاز عمليات اقتباس الشرائط المرسومة إلى فيلم، معتبرا أن الشريط المرسوم يشكّل سوقا مهمة لا يجب إهمالها''· كما قدم الرسام الفرنسي، فرانسيس غرو، نظرة عن المهرجان الدولي السنوي للشريط المرسوم بأنغوليم الذي يقام سنويا بفرنسا، والمزمع تنظيم دورته ال 37 في جانفي ,2010 وذكّر في هذا الإطار بالبداية الصعبة التي عرفتها هذه التظاهرة الفنية، التي عقدت دورتها الأولى في جانفي ,1974 والتي سبق لها وأن حققت نجاحا كبيرا حسبما أكده العدد الكبير للزوار والمقدر بعشرة آلاف زائر·