مرداسي، الذي حل ضيفا على مكتبة العالم الثالث في جلسة بيع بالإهداء لكتابه الجديد ''قسنطينة في قلب التاريخ'' أوّل أمس، أضاف أن أول أزمة دموية داخل الجبهة بدأت بإعدام ثلاثة قادة من الجانب القسنطيني وهم الساسي بخوش، إسماعيل زيغد، والشريف زغدي، لأسباب قدم لها فرضيات حسبما تحصل عليه من شهادات، حيث يضيف: ''اتهم كل واحد فيهم بتهمة مخالفة عن الآخر، منهم من اتهم بأنه مصالي، ومنهم من قيل إنه يريد الانشقاق الجهوي''· وأكد أن محمد مشاطي لم يبعده المرض بل أُبعد عن الاجتماع التاريخي لقادة الثورة من قبل قادتها، عكس ما هو معروف أنه هو من رفض حضوره· ودعا إلى ضرورة معرفة كيف وقعت الأحداث التي وصفها بالتراجيدية، والخرافية، خاصة نقطة الخلاف الذي وقع في الاجتماع التاريخي لمجموعة ,21 وأضاف أن هجومات الشمال القسنطيني، وبشهادة الفرنسيين أنفسهم كانت نقطة التحول الفعلية في مسار الثورة التحريرية، وهذا ما يؤكده عدد الجيش الفرنسي الذي كان تعداده - حسبه - قبل الهجومات 10 آلاف جندي وتعزّز بعدها إلى 180 ألف جندي، وحتى وصل إلى ملونين جندي أعقاب الثورة· وقال إن كتابه الجديد والمعنون ب''قسنطينة في قلب التاريخ '' قدّم فرضيات وليس أحكاما، وألقى الضوء على بعض المناطق التي بقيت غامضة في وجه الأجيال، التي تجد مشكلا في دراسة التاريخ، وهو جهل بالتاريخ·· يقول مرداسي، وهذا حسبه راجع لتسييس التاريخ الذي تفرضه الأنظمة المتعاقبة· ودعا في الأخير إلى دراسة موضوعية للتاريخ من خلال ما ورد من طرف مؤرخين جزائريين وأجانب، وهذا ما اعتمد عليه في كتابه والصادر ضمن سلسلة تاريخية عن دار نشر ''لو شو ليبر'' من خلال نشر أعمال لبنجامين ستورا، عبد السلام حباشي، جيم هاوس، مارك ماشتر، وآخرون·