استطاع الممثل الفرنسي كاميروني الأصل ديودوني مبالا مبالا أن يفلت من عقاب مجلس ممثلي يهود فرنسا ورابطة معاداة العنصرية والسامية، و''آس أو آس راسيزم'' بعد أن ألغى قاضي الأمور المستعجلة لمدينة غرونوبل أول أمس قرار منع عرضه الجديد - سندرين - الذي كان يستعد لتقديمه رغم تجند نواب وديمقراطيي محافظة الإيزار وعدد كبير من الفنانين والمثقفين والمواطنين الذين لبوا دعوة مقاطعة الفنان ''العنصري والمعادي للسامية'' على حد وصف أحدهم· واستند محافظ الإيزار لاتخاذ قرار المنع على مبرر تهديد الأمن العمومي وافتعال الشغب والفوضى بسبب المواقف الاستفزازية التي سبق لديودوني أن عبر عنها في الأعوام الأخيرة حسب بلاغ المحافظة· وتأتي المعركة الجديدة التي فاز بها ديودوني ضد متهميه بمعاداة السامية والتعاطف مع اليمين المتطرف في سياق الحرب الإعلامية والسياسية التي تشنها ضده عدة منظمات يهودية منذ سنوات بدعوى قطع الطريق على الفنان المشكك في المحرقة اليهودية والساخر من الإبادة البشعة التي تعرض لها اليهود، والمؤيد لأطروحات السياسيين والمفكرين والإعلاميين التابعين لفلكه، من أمثال روجيه غارودي وروبير فوريسون وآلان سورال وجان ماري لوبان زعيم الجبهة الوطنية المتطرفة المعروف بمقولته الشهيرة ''الغرف الغازية تفصيل تاريخي''· يجدر الذكر أن الممثل ديودوني الذي يدير مسرح ماندور بباريس تعرض لعدة ملاحقات قضائية في السنوات الأخيرة من المنظمات المذكورة، واستطاع في كل مرة الظفر بتبرئة القضاء تجسيدا لمبدإ حرية التعبير، ونفيا لصحة دعوى اتهامه بالعنصرية والتحريض الإيديولوجي والعرقي ضد اليهود، ومن المناسبات التي استغلتها المنظمات اليهودية وتلك المنددة بالعنصرية وبمعاداة السامية لملاحقته قضائيا، منح ديودوني جائزة عدم المعاشرة، وهي الجائزة التي قدمها في سبتمبر 2008 بقاعة الزينيت للمفكر روبير فوريسون نكاية في اللوبي الصهيوني الذي يعتقد ديودوني أنه يمنع كل فن أو كل فكر يحاول أصحابه إبداء رأي مخالف عن خلفيات توظيف المحرقة اليهودية لطمس عذابات وإبادات الشعوب الأخرى، وعلى رأسها إبادة إسرائيل للفلسطينيين وفرنسا للجزائريين وأوروبا للعبيد الأفارقة، كما اتهم ديودوني يوم 26 جوان 2008 بانتهاك حرمة وقدسية ذاكرة المحرقة اليهودية في عرضه المسرحي الذاكرة الإباحية، وقبلها بتهمة مقارنة اليهود بالعبيد الزنوج·