صرح الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، أن الحزب يكتسي صفة الحركات التحريرية ويحرص على نقل مبادئ نوفمبر من جيل إلى آخر، نافيا أن تكون على الحزب أية وصاية أجنبية أو يكون منحصرا أو متقوقعا في منطقة معينة• وصنف كريم طابو، في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 55 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، بالمقر الوطني للحزب، أمس، الأفافاس في خانة الأحزاب الديمقراطية الرائدة في منطقة المغرب العربي بأسرها، بحكم الامتداد التاريخي الذي يتمتع به، والقيم المعنوية الثورية التي نقلها لجيل الاستقلال والتعددية معا• ونفى الرجل الثاني في الأفافاس، أمام ضيوفه من الأسرة الثورية وأعضاء المكتب الوطني والأمانة الوطنية وبعض المنتخبين المحليين، أن يكون الحزب، الذي لايزال وفيا للمعارضة منذ 47 سنة، حكرا على منطقة معينة، ممثلة في منطقة القبائل، بل هو منتشر ويتسع لجميع الجزائريين، في رد غير مباشر على بعض الأصوات التي نادته من القاعة لتناول الكلمة باللغة الأمازيغية بدلا من اللغة العربية التي اختارها طابو لتدشين خطابه• ودافع المتحدث عن تشكيلته السياسية من خلال التأكيد على أن الأفافاس كان حريصا على تفادي أية مواجهة بين الجزائريين بعد الاستقلال، وكان هدفه الأول حماية الحزب وتحصينه من قمع السلطة التي أرادت إجهاضه• وفي سياق متصل، اعتبر كريم طابو الحزب ضمن الأحزاب القليلة التي فتحت أبوابها للنقابات التي تدافع عن حقوق العمال في جميع القطاعات، مضيفا أن هذا الخيار لايزال منتهجا بالحزب، ويمكن أن تنضم إليه بقية النقابات الباحثة عن فضاء للتعبير عن أفكارها ونضالاتها المشروعة• من جهته، دعا المجاهد لخضر بورفعة لدى تناوله الكلمة المواطنين إلى التهيكل في شكل جمعيات مجتمع مدني من أجل محاربة مختلف أشكال الفساد والجريمة الاقتصادية، موضحا أن حالة الطوارئ مفروضة على الحريات والديمقراطية، دون الإرهاب الاقتصادي، الذي انتقص من سمعة الجزائر في المحافل الدولية• وقدم المجاهد بالمناسبة صورة سوداوية عن الجزائر اليوم، والانحرافات التي طالت مبادئ أول نوفمبر، مسجلا في هذا الصدد التراجع الكبير في المكاسب التي كان الشعب الجزائري يحققها بسهولة في وقت الثورة، عندما لم يكن يمتلك شبرا واحدا من الجزائر بسبب الاستعمار الفرنسي• ووصف المتحدث الوضعية التي تعيشها الجزائر بالخطيرة، لأن المكاسب التي استشهد من أجلها مليون ونصف مليون شهيد، هي في تراجع متواصل، خاصة وأن الديمقراطية ولدها الشارع في 5 أكتوبر 1988 ولم تُمنح، وأوصى المواطنين بعدم الاعتماد على المنتخبين المحليين في تغيير الأوضاع، لأن هؤلاء لا يخدمون سوى مصالحهم الآنية• كما دشن، بهذه المناسبة، نصب تذكاري ''لشهداء الديمقراطية وشهداء الاستقلال'' دونت عليه كلمات زعيم الأفافاس، حسين آيت أحمد، يدعو فيها أنصاره إلى مواصلة النضال والمقاومة للوصول إلى الديمقراطية التي ينشدها الشعب الجزائري•