دعا نجل الشهيد عبد الرحمان ميرة، طارق ميرة، فرنسا إلى الكشف عن مصير شهداء ثورة نوفمبر التحريرية الذين تم اغتيالهم بطرق وحشية، دون الإفصاح عن أماكن تواجد رفاتهم أو تحديد مصيرهم، معتبرا البحث عن الحقيقة من طرف الأفراد أو الجمعيات عقيما ما لم تتحرك باريس عبر أرشيفها واعترافات الضباط الفرنسيين الذين يتحملون مسؤولية جهل أماكن تواجد الرفات أو المقابر الجماعية المجهولة إلى حد الآن• اعتبر أمس طارق ميرة، في لقاء نظمه منتدى يومية ''المجاهد'' إحياء لذكرى استشهاد المجاهد عبد الرحمان ميرة، عملية البحث عن مصير جثة أبيه الشهيد المفقودة إلى يومنا هذا، غير كافية، بما أنها لم تصل إلى الهدف، باعتبار أن الأمر يتجاوز البحث الشخصي أو المحلي، سواء على مستوى الأفراد أو الجمعيات، وأن القضية بيد السلطات الفرنسية التي تتستر على فضائحها ومجازرها البشعة، من خلال إحكام سيطرتها على الأرشيف وامتناع الضباط الفرنسيين، الذين يتحملون مسؤولية إخفاء جثث المجاهدين، عن الحديث في مثل هذه الأمور• وأشار طارق، في السياق ذاته، إلى ضرورة تحرك السلطات العليا في البلاد لدفع باريس إلى الكشف عن مصير جثث جميع شهداء الثورة المفقودين، على غرار والده المجاهد عبد الرحمان ميرة والبطل محمد بوفرة وغيرهما، قائلا: ''البحث عن الحقيقة حول مصير جثث شهداء الثورة المفقودين من طرف أفراد أو جمعيات يظل غير كاف''، مقدرا أنه ''من الضروري معالجة هذه القضية على مستوى الدولتين''• وقال طارق ميرة إن امتناع الفرنسيين عن كشف مواقع تواجد الجثث أو مصيرهم يزيد من معاناة صبر وحرقة العائلات المصرة على معرفة مكان دفن رفات شهدائهم أو حقيقة مصيرهم، رغم أن استشهاد هؤلاء الرجال، في سبيل استقلال الجزائر، يبقى محل فخر واعتزاز، كاشفا عن وجود عدد كبير من الشهداء الذين تحتفظ فرنسا بأماكن تواجد رفاتهم ومصيرهم• وقال إنه ليست فقط جثة والده التي لم يعثر عليها بل هناك أيضا جثث شهداء آخرين أمثال محمد بوفرة• وأفاد المتحدث بأن عملية البحث الشخصية والتحريات التي قام بها أوصلته إلى العسكري الفرنسي، ألفونس تيغر، الذي أمر باغتيال والده، غير أن هذا الأخير رفض استقباله أو تزويده بمعلومات تكشف عن مصير أبيه الشهيد، عبد الرحمان ميرة، مؤكدا على النوايا الخبيثة للجيش الفرنسي الذي كان يتلف جثث الشهداء حتى لا تصبح قبورهم مواقع للتجمع وحافزا للتعبئة لصالح المقاومة في ذلك الوقت، ورمزا للبطولة والانتصار في قلوب أبناء الجزائر• وقد اختفت جثة الشهيد عبد الرحمان ميرة، الذي تولى قيادة الولاية الثالثة بعد استشهاد المجاهد عميروش، بعد التعرف على جثته من طرف عدد من المساجين، حيث تم نقله مباشرة على متن طائرة عمودية إلى وجهة مجهولة•