سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
''الزمرة الحاكمة بمصر أرادت حشدا شعبيا للرئاسيات المقبلة بإعلانها حربا إعلامية قذرة على الجزائر'' إبراهيم النويري، عضو مؤسس بجمعية قدماء محاربي الشرق الأوسط ل ''الفجر ''
''الفجر'': كيف تستقبلون الحملة المصرية ضد الجزائر وكنتم أحد جنود الجيش الجزائري فوق الأراضي المصرية في الحروب العربية الإسرائيلية في 1967 و1973؟ إبراهيم النويري: الحملة الإعلامية المصرية التي استهدفت الجزائر مسعورة بشهادة جميع الدول الشقيقة والصديقة، وحتى خارج أطراف المجموعة العربية• وما جاءت هذه الحملة سوى لتزيد تأكيدا أن مصر ليست في المستوى المطلوب لقيادة القاطرة العربية والإسلامية، وبحكم تجربتي يمكنني القول إن مصر والعراق هما أدق دراية بمواقف الجزائر ظاهريا وباطنيا تجاه نصرة القضايا العربية القومية والإسلامية• طلت علينا بعض الفضائيات المصرية في محاولة لتضليل الرأي العام العربي بمزاعم تقول إن الجزائر لم تؤد أي دور إيجابي في العمل العربي، وذهبت إلى حد إقصائها من الفضاء العربي، مقابل إغراق الرأي ب ''كرم ووصاية '' مصر على الجزائر، وأنتم كمشارك في حروب الكرامة العربية ضد إسرائيل، كيف تردون على هذه الدعايات المغرضة؟ باعتباري أحد الفاعلين في ميدان شرف 67 و1973 أؤكد أن كل قادة الشعوب العربية ونخبتها تعرف أن المدرع الجزائري بقيادة الوزير الحالي، اللواء عبد المالك فنايزية، كان في الصفوف الأولى بغرب قناة السويس لسد هجمات الجيش الإسرائيلي الذي كان يقودها شارون، ونقل لنا في ساحة المعارك على لسان الرئيس الشاذلي بن جديد، أن الرئيس الراحل هواري بومدين كان يوصي قيادة الجيش الجزائري بضرورة تصدر الفيالق الجزائرية المواقع المتقدمة للجيوش العربية في مواجهة العدو الإسرائيلي، فما على هذه الأفواه سوى العودة الى شريط الوقائع في أرشيف الجيش المصري أو استحضار شهادات ضباطهم، غير إني أؤكد أن ما قمنا به تحت أوامر الرئيس هواري بومدين كان من أجل الدفاع عن قضية تهم كل العرب، ومصر أيضا• بصفتكم تعرفون المصريين جيدا وفي مواقع الشجاعة والبطولة، ترى ما هي دوافع هذه الحملة تجاه بلد كالجزائر، بغض النظر عن نتيجة مقابلة الخرطوم وتأهل المنتخب الجزائري بجدارة واستحقاق؟ من يقوم بهذه الحملة التي طالت أقدس المقدسات الجزائرية، كالشهداء والنشيد الوطني ورموز الدولة، ليس من صنع الشعب المصري الذي نعرفه، ومن عرفناهم من المصريين يكنون كل الاحترام والتقدير للجزائر وثورتها ومختلف مواقفها القومية والدولية، وعليه فإن الزمرة المصرية الحاكمة خططت لتغطية مشاكل الشعب المصري وتنديده بالأوضاع التي يعيشها ومحاولة صناعة حشد شعبي للرئاسيات المقبلة بحرب إعلامية قذرة ضد الجزائر أباحت كل شيء• في ظل كل هذا، كيف تتنبأون لمستقبل العلاقة المصرية - الجزائرية ؟ ليس من مصالح الأمة العربية جمعاء قطع العلاقات المصرية - الجزائرية نظرا لما يمثله الطرفان في الساحة الدولية، فليس من الطبيعي أن تلغي العلاقات بسبب تفاهة بعض الإعلاميين المصريين• كلمة أخيرة ؟ باسم قدماء محاربي الشرق الأوسط نحيي شجاعة الفريق الوطني والسلطات الجزائرية التي وضعت كامل الإمكانيات للتنقل الجماهيري إلى الخرطوم، كما نحيي احترافية الإعلام الجزائري، عكس نظيره المصري•