تركيا تشارك في قافلة شريان الحياة•• هي لفتة طيبة من طيب أردوغان•• وتركيا تقف إلى جانب غزة ضد إسرائيل•• هي لفتة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى••! وتركيا تدشن مع سوريا خط الحجاز للسكة الحديدية هو توجه تركي نحو الجنوب لافت للنظر سياسيا وتجاريا وحضاريا•• وحتى أمنيا! تركيا تنفتح على العراق وتفعل الشيء نفسه مع إيران•• هو موقف لافت للنظر سياسيا أيضا! تركيا تختلف مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في العديد من القضايا التي تخص الشرق الأوسط•• وتختلف مع إسرائيل أيضا•• هو أيضا من المواقف اللافتة للنظر••! معنى هذا الكلام أن تركيا الحديثة تريد أن تسند ظهرها حضاريا إلى عمقها العربي الإسلامي وهي تتجه نحو الغرب! إنه الذكاء السياسي لهذا البلد الذي قد يكون المارد الجديد الذي يخرج من القمقم في المنطقة! الشام العربي قد ينسلخ عن عمقه الجنوبي بسبب تصرفات مصر•• وقد يلتحق بالمنفتح عليه من الشمال•• وهذا حقه•• بل وواجبه نحو أفق جديد ليس فيه العنجهية المصرية والتكبر الفرعوني••! الخليج هو الآخر يتوحد•• وقد يتجه ذات يوم إلى الجارة الكبرى النووية إيران•• وقد تتقطع أوصاله مع مصر والمصريين•• لأن مصر قد تخلت عن دورها نحو هذا الكيان لصالح كيان آخر هو إسرائيل••! من كان يصدق أن يحدث ما يحدث في اليمن الآن ومصر لا يعنيها الأمر؟! ربما لأن اليمن ليس لديها ''جزية'' تدفعها إلى القاهرة عبر الجامعة العربية مثل ما يفعل العرب الآخرون••! شمال إفريقيا هو الآخر قد يعي مصيره قريبا ويتجه إلى التوحد من بنغازي إلى طنجة••! وندها ستجد مصر ''العروبة'' التي تحولت إلى فرعونية مجبرة على الوحدة مع إسرائيل أو إثيوبيا••! مع الفلاشة! وقد يعمد اليهود إلى جعل شعب مصر يتيه في صحراء سيناء أربعين سنة أخرى••! وعندما يجد طريقة يكون الشرق الأوسط الكبير قد تشكل بقيادة الأقوياء فعليا في شمال الشام والأقوياء فعليا في الخليج•• والأقوياء فعليا في شمال افريقيا••! عندها يعرف المصريون أن خطبة أوباما في القاهرة للعالم الإسلامي ليست سوى زيارة سياسية لملهى ليلي•• والسياسات العظمى تحدد في الأماكن العظمى وليس في الملاهي الليلية•• فالقوة الحقيقية هي القوة الخشنة وليست القوة الناعمة•• فالقوة الناعمة تبقى قوة ناعمة حتى ولو نجحت إلى حين في حمل الناس على الرقص بهز البطن والأرداف••!