وزير خارجية مصر يغطي ''الشمس بالغربال'' ويصف الجدار العازل ب''إنشاءات هندسية مصرية'' يبدو أن التخوف المصري من ما تردد عن المسعى الذي تقوده الجزائر لطرح موضوع تدوير رئاسة أمانة جامعة الدول العربية وإصلاحها لكي لا تبقى ''مزرعة'' مصرية خاصة، خلال القمة العربية المقبلة في ليبيا، والذي يلقى كما يتردد دعما قويا من سوريا وقطر خاصة، بلغ حد ''الرعب'' ودفع النظام المصري إلى التحرك والمناورة لنزع فتيل ''القنبلة''، الذي قد يؤدي تفجيرها في قمة طرابلس إلى دك أركان النفوذ، والانتفاع، والاسترزاق المصري من جامعة الدول العربية ومؤسساتها· لندن: حميد بن عمار وفي سياق هذه ''المناورات'' المصرية، حاول وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في حوار لصحيفة ''الشرق الأوسط'' اللندنية، نشرته أمس، تأكيد حرص بلاده على تحقيق الانسجام والتوافق العربيين بين جميع العواصم العربية، خاصة الجزائر وقطر وسوريا، مشيرا إلى أهمية انطلاق الوفاق العربي من قاعدة الحفاظ على الأمن القومي العربي· وفي محاولة لاسترضاء الجزائريين، وبيعهم ''كلاما'' اعتقادا منه أنهم سيبلعون ''الطعم'' وسينسون بسهولة الاعتداءات الجبانة على المنتخب الجزائري وأنصاره في القاهرة، والحملة المصرية المسعورة ضد الجزائر وشعبها وشهدائها، قال أبو الغيط ''إن العلاقات المصرية الجزائرية اتسمت دائما بالإيجابية وعكرتها مباراة كرة قدم وأداء من الإعلام ما كان يجب أن يكون''، زاعما ''أنه لا يوجد شيء جوهري يعوق تطور العلاقات بين البلدين''· وفي محاولة لتعليق كل الإخفاقات العربية على شماعة إيران، قال أبو الغيط ''إن هناك قوى خارجية تعقد العلاقات العربية العربية بأفعالها''، معتبرا أن هذه القوى كانت وراء حرب لبنان والاستيلاء على السلطة في غزة وطرد منظمة التحرير الفلسطينية وما ترتب على ذلك من ''المزيد من تعقيد العلاقات العربية''· وعن علاقات مصر وقطر قال أبو الغيط ''لا أرى أن هناك اختلافات رئيسية بين الدولتين أو الحكومتين ونحن كانت لنا مآخذ وما زالت على أداء قناة الجزيرة وهي مستمرة في هذا ولا نحمّل حكومة قطر أو قطر أداء الجزيرة وهي مسؤولة من مديريها وهم لهم توجهات معروفة''· وحاول وزير خارجية مصر تغطية الشمس بالغربال، عندما رفض وصف الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على الحدود مع غزة ب''الجدار العازل وإنما إنشاءات مصرية هندسية داخل الأرض المصرية وهو الحق المطلق للأمن القومي المصري''· وأضاف أن ''مصر اتخذت قرارا بهذه الإنشاءات لضبط الحدود المصرية بعد أن أوضح أن هناك محاولات للإضرار بالأراضي المصرية···''· وواصل أبو الغيط ''بيع الكلام'' عندما تطرق إلى تطورات ما يسمى بعملية السلام في الشرق الأوسط ورفض القول إن الموقف الأمريكي قد تراجع وضعف، ورأى أن التأكيدات الأمريكية ''تؤشر إلى استمرار الاهتمام الأمريكي بالتوصل إلى إطلاق مفاوضات والتوصل إلى تسوية فلسطينية إسرائيلية''·