لا تزال مصر متمسكة بحملتها الإعلامية الشرسة لضرب الجزائر، إذ لم تكتفي بما شن من قبل فضائيتها من إساءة كبيرة للشعب والحكومة والشهداء، هاهي اليوم تنشر وسائلها الإعلامية المكتوبة أوساخها وتدخل حيز الإساءة و تتهم الجزائر جهارا بلا أدلة أنها وراء محاولة تجريد القاهرة من منصب الأمانة العامة للجامعة العربية، و إن كان أمر تدوير كرسي أمانة الجامعة العربية ضرب من الحق. وورد في صحيفة العلم المغربية نقلا عن الصحف المصرية اتهاما من أطراف مصرية للجزائر بمحاولة تجريد القاهرة من منصب الأمانة العامة للجامعة العربية، وذلك بطرح قضية تدوير الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلال القمة المقبلة للجامعة المقررة في العاصمة الليبية طرابلس في 27 مارس المقبل. وقالت صحيفة ''الشروق'' المصرية، نقلا عن مصادر دبلوماسية مصرية وعربية قولها، إن بعض العواصم قامت بالفعل بإبلاغ طرابلس بأنها تريد طرح الأمر على جدول أعمال القمة وأن مشاورات تجريها ليبيا، الرئيس القادم للقمة العربية، لتحديد ما إذا كان الموضوع سيشكل نقطة ضمن الأجندة الرسمية للقمة العربية المقبلة. وذكرت جريدة العلم المغربية أن تقارير صحفية مصرية تفيد بأن بعض الدول العربية، بما فيها الجزائر وسوريا وقطر تسعى بإيعاز من الجزائر خاصة بعد توتر علاقاتها الدبلوماسية مع مصر مؤخرا لأسباب مختلفة، تعد العدة لطرح مسألة تدوير منصب الأمانة العامة للجامعة العربية بين الدول الأعضاء أسوة بما هو معمول به بالاتحاد الأوروبي لإبطال مسعى وإلحاح مصر للحفاظ على منصب الأمين العام ''مصريا'' ولو لدورة واحدة قادمة ''حتى لا يكون موسى هو آخر أمين عام مصري''. وربطت المصادر المصرية الفكرة بما قالت إنه مبادرة برلمانية جزائرية سابقة مفادها أن عددا من البرلمانيين الجزائريين يدرسون إمكانية إحياء مقترح الجزائر بشأن المطالبة بتدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية قبيل انعقاد قمة طرابلس، خاصة أن الجزائر كانت صاحبة المقترح الذي كان قاب قوسين أو أدنى من طرحه في قمة الجزائر الملتئمة سنة 2005 مضيفة أن بلورة موقف وصيغة نهائية بخصوص إحياء مطلب تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية والذي أضحى مطلبا شعبيا، يقف وراءه كل الجزائريين على اعتبار أن الأزمة الأخيرة بين البلدين أظهرت أن مصر تستثمر في بعض الأدوار التي مكنتها منها الدول العربية عن طيب خاطر.