تعدّى حب الجزائريين للفريق الوطني وآمالهم في ذهابه بعيدا في بطولة كأس أمم إفريقيا وحتى التتويج بالكأس حدود التمني والدعاء لهم بالفوز مع كل مباراة لعبوها أو سيلعبونها، حيث قاموا ب''سلوك'' طريق جديدة لمؤازرة الخضر بعدما لم يتمكنوا من الذهاب لمناصرتهم في أنغولا· ولجأ العديد من مناصري الفريق الوطني إلى صيام الأيام التي برمجت فيها لقاءاته، فيما فضّل البعض الآخر قيام الليل تذرعا للّه لتوفيق لاعبينا في الميدان، علما أن هذا الأمر لا يقتصر على كبار السن فقط وإنما تعداه إلى تلاميذ الثانويات والمتوسطات· وفي هذا السياق تقول مايا (17 سنة) من جسر قسنطينة بالعاصمة، إنها لجأت هي وعائلتها إلى صيام الأيام التي يلعب فيها الفريق الوطني ''هذا أقل ما يمكن عمله لمساندة الفريق الوطني في لواندا على الأقل معنويا، وأنا شخصيا أصبحت أحرص على الإكثار من عباداتي أكثر من أي وقت مضى للدعاء لهم بالفوز''· وأشارت مايا إلى أنها دعت أصدقاءها وزملاءها في الدراسة إلى الاقتداء بها ''وهو ما قام به أغلبهم، حيث يصومون يومي الإثنين والخميس باعتبارهما اليومين المحددين لمباريات الفريق الوطني في الدور الأول من البطولة''· من جهة أخرى قالت زميلتها سعدية إنها منذ بدء نهائيات كأس أمم إفريقيا تواظب على قيام اللّيل والدعاء بالتوفيق للفريق الوطني، مؤكدة أنه نفس الأمر الذي تفعله عائلتها المتفرعة والعديد من جيرانها وأصدقائها، ''وقد نوينا جميل أفعالنا وعباداتنا للفريق الوطني، وندعو الله أن يحتسب حسناتنا لهم''· والمثير في الطريقة الجديدة التي أصبح يعتمدها مناصرو الخضر لمساندتهم أنها تعدت المراهقين والكبار والشيوخ إلى الأطفال، الذين جعل الفريق الوطني منهم ''رجالا قبل الوقت''، إضافة إلى الجو العائلي الذي كان السبب في إعادة بعثه بعد أن كانت تصنعه بعض المناسبات فقط·