أضحت عاصمة الولاية، المسيلة، واحدة من بين المدن التي تعرف تدهورا ملحوظا في المجال البيئي، حيث تحولت الساحات العمومية والشوارع إلى أماكن للأوساخ والقاذورات، وأصبحت الصورة موحدة، إن لم نقل معممة على جميع الأماكن، حتى يخيل للزائر أن المصالح المعنية بالنظافة لا تصل تلك الأماكن وأن المواطنين أصبحوا غير معنيين بنظافة محيطهم، بداية بالتجار الذين يتعمدون رمي أكوام من الأوساخ في الشوارع دون أن يفكروا في الآثار السلبية لتصرفاتهم· كما أن بعض السكان تمردوا على رمي فضلاتهم المنزلية بالأماكن المخصصة لذلك، مفضلين الرمي العشوائي في أي مكان، مما أضفى على المنظر العام صورة مشوهة للغاية تعكس الثقافة البيئية لبعض المواطنين· كما أن الطلبة الجامعيين تحدثوا لنا، في عدة مناسبات، عن تلك الأكوام المنتشرة بالأحياء الجامعية والقطب الجامعي الجديد، التي شوهت المنظر العام وأصبحت تنبعث منها الروائح الكريهة بسبب تراكمها لأيام متتالية· وهو نفس الحال بالنسبة للعديد من الأحياء التي لوحظ بها نقص فادح في الحاويات المخصصة لرمي الفضلات المنزلية، ما ساهم كذلك في ظهور الكلاب المتشردة التي أصبحت تتجول بكل حرية ولا غرابة إن قلنا في بعض الأماكن المحترمة جدا· كما يتساءل المواطنون عن البرامج التي خصصتها السلطات المحلية والمبالغ المالية المرصودة، في إطار ما يسمي بالجزائر البيضاء، وكذا البرامج التي تقترحها مصالح البلدية، حيث لا زالت عاصمة الولاية تفتقد للمساحات الخضراء، وإن وجدت بعض الأماكن فهي مرتع وملاذ للمتسكعين والمنحرفين، وهو ما جعل أغلب العائلات تلجأ إلى المساحة الخضراء الموجودة بالمجلس القضائي التي أصبحت في الآونة الأخيرة مكانا مفضلا للعائلات المحترمة رغم الأشغال الجارية بها إلى يومنا هذا. وباعتراف زائريها، فإن هذه الساحة ستكون مستقبلا واحدة من أجمل الأماكن بعاصمة الولاية، وإن السلطات القضائية نجحت في بعث الأمل لدى المواطنين خاصة المتقاضين منهم، في وقت فشلت كل البرامج خاصة تلك المتعلقة بحماية البيئة·