يعود المنتخب الوطني، مساء اليوم، لخطف كل الأنظار عندما يلاقي فيلة كوت ديفوار بملعب شيمانديلا بكابيندا في المواجهة المونديالية الوحيدة في الدور ربع النهائي لكأس الأمم الإفريقية والتي ستكون حاسمة لكون طرفا واحدا فقط سيمر للمربع الذهبي، وهذا ما سيجعل اللقاء ملتهبا بين فريقين قال عنهم النقاد بأن الفائز منهما سيكون بنسبة كبيرة بطل دورة .2010 الجزائر - كوت ديفوار الفيلة لا تخيفنا أجمع كل من في ''الخضر'' على أن قوة الخصم الإيفواري والتي لا يمكن إنكارها لا تخيفهم وأنهم على أهبة الاستعداد لمواجهة أي فريق، بل وذهبوا لأبعد من ذلك بتأكيد تفضيلهم للمنتخبات الكبيرة مما يجعل اللاعبين أكثر تركيزا حتى يقدموا أحسن مستوياتهم الفنية والسعي لحصد نتيجة إيجابية، خاصة وأن المعنويات تعانق السماء والكل يريد تأكيد أحقية الجزائر باقتطاعها لتأشيرة التواجد مع النخبة العالمية· ''الخضر'' بأقمصة بيضاء وما يزيد من التفاؤل هو أن ''الخضر'' كسبوا مسبقا ما يمكن تسميته ''بمعركة الألوان''، حيث سيلعبون بأقمصة بيضاء ناصعة، وهو اللون الذي حققوا به ملحمة أم درمان السودانية التي ينتظر أن تلتحق بها كابيندا الأنغولية لتكون أحد الشواهد على انتفاضة الكرة الجزائرية· زماموش واع لما ينتظره يبدو أن منصب حراسة عرين ''الخضر'' سيكون غاليا جدا في المونديال، فبعد أن كان فاواوي مسيطرا عليه، لكنه اضطر لاجراء عملية جراحية على الزائدة الدودية وهو ما فتح الطريق أمام شاوشي، لكن هذا الأخير تعرض مؤخرا لنزلة برد على مستوى الظهر قلّصت حظوظ مشاركته بنسبة كبيرة وجعلت زماموش أساسيا، ومن يدري فقد يكون الحارس الثالث هو الأقوى خاصة وأنه سيدخل مباشرة ومن دون مقدمات في اختبار قوي جدا، مما يعد فرصة العمر لهذا الحارس لإثبات جدارته بحمل الألوان الوطنية، خاصة وأنه استفاد من المساندة المعنوية من الجميع وأولهم الحارس فاواوي الذي تحوّل لمحضره البسيكولوجي· الدفاع في اختبار إثبات قوته لمح المدرب سعدان لإمكانية الاعتماد على نفس الخط الدفاعي، الذي لعب المواجهات السابقة، خاصة بعد أن حقق نجاحا مميزا في المواجهات السابقة وخاصة عندما قطع كل من بوفرة وحليش الماء والهواء عن كانوتي ورفقائه من النسور المالية· كما سيكون العيفاوي وبلحاج مطالبين باليقظة في خطي الظهر لكون مواجهة اليوم ستكون أمام منافس أقوى، وبالتالي فالدفاع مطالب بالتركيز وتجنب الأخطاء الفردية التي شاهدناها في المواجهة الأخيرة خاصة ضد أنغولا، لأن الغلطة مع الفيلة تؤدي إلى الوقوع في الورطة· لا تغييرات على خط الوسط ستكون غرفة العمليات للمنتخب الجزائري حاضرة بركائزها الأربعة وهم الثنائي يبدة المبدع رفقة القائد منصوري للاسترجاع والعقل المدبر زياني والأنيق مطمور لبناء الهجمات· وقد وفّق هذا الخط في إظهار قوته خاصة في اللقاءين الأخيرين· فهل سيكون كذلك اليوم أمام منافس يعد أصعب أرقام الدورة الحالية؟ غزال يعد بأكثر فاعلية اعتراف غزال بتضييعه لجملة من الفرص في المواجهات السابقة قد يكون كافيا لكي يدخل بأكثر تركيز لإحراز أولى أهدافه في النهائيات، خاصة بعد أن وجهت انتقادات كثيرة للخط الأمامي الجزائري، الذي ما يزال غائبا عن الدورة، لأن الهدف الوحيد المسجل لحد الآن وقّعه المدافع حليش· وسيكون غزال بنسبة كبيرة رفقة بوعزة الذي أضاع هو الآخر فرصا سانحة كما ينتظر أن نشاهد اليوم الوجه الدولي لابن فالمة المهاجم زياية عبد المالك· التداول التاريخي في صالح ''الخضر'' العامل التاريخي يبدو غير مهم، إلا أنه قابل للتحقيق بدليل احترام الفريقين للتداول على مختلف النتائج في مواجهاتهم السابقة في نهائيات ''الكان''· فأول مباراة كانت لهم في إثيوبيا 1968 ثم تعادلنا بالمغرب 1988 بعدها فزنا عليهم في دورة الجزائر 1990 وفي السينغال عام 1992 فازوا علينا بمعنى أن الدور اليوم لنا لنروض الفيلة التي رغم قوتها فمهمة إيقافها صعبة وليست مستحيلة· كوت ديفوار لم تنهزم منذ 23 مواجهة أظهرت كوت ديفوار قوة كبيرة في التصفيات الإفريقية الأخيرة، حيث كانت الفريق الوحيد الذي لم ينهزم ومعه نيجيريا فقط· كما أن هذا المنتخب يتميز بقوة خط هجومه الذي كان الرقم واحد دون منازع، ففي الوقت الذي عجزت فيه بقية المنتخبات عن إحراز أكثر من 10 أهداف، تمكّن دروغبا ورفقائه من تسجيل 19 هدفا فضلا عن أنهم لم ينهزموا طيلة المواجهات ال23 الأخيرة التي أجروها· بصمات المدرب البوسني صحوة الكرة الإيفوارية يرجعها النقاد لدهاء المدرب البوسني، وحيد خليلودزيتش، صاحب ال55 عاما والذي خلف الألماني شتيليكه الذي انتهى عقده في أفريل 2008 ثم تم التعاقد مع المدرب البوسني الذي كان له مشوارا ناجحا كلاعب مع المنتخب اليوغسلافي وعقده ممتد مع الفيلة حتى نهاية مغامرتهم بمونديال جنوب إفريقيا· وحيد خليلودزيتش درس الجزائر صرح المدرب البوسني لكوت ديفوار، خلال الندوة الصحفية التي نشطها مؤخرا، بأنه قد درس الجزائر جيدا وعاينها من خلال مشاهدته لمواجهاتها ضد كل من مصر، مالي وأنغولا· وقال خليلودزيتش بأنه لم يأخذ بعين الاعتبار مواجهة الجزائر ضد مالاوي، لأنها لم تكن عادية بالمرة· وأضاف بأنه في الدور ربع النهائي لا توجد هدايا والمواجهة ستكون صعبة للطرفين وأن منتخبه لن يتساهل مع الجزائر·