سيلعب المنتخب الوطني لكرة القدم مساء اليوم مصيره في نهائيات كأس افريقيا للامم في كرة القدم، من خلال القمة التي تجمعه بكابيندا، بنظيره الايفواري، وهي القمة التي يعتبرها النقاد بمثابة نهائي قبل الآوان، بالنظر لقيمة الفريقين المشكلين من ترسانة من المحترفين. وبصرف النظر عن التعاليق التي واكبت التحضيرات التي أجراها كل طرف أو الطوارئ التي حدثت في صفوفهما أو بالنظر للتكتم الذي اعتمده هذا المدرب أو ذاك، فإنه يبدو ومن الوهلة الأولى، ان هذا اللقاء ربما سيلعب على حيثيات صغيرة، لأن كل طرف فيه قد جهز تعداده لضربات الجزاء التي قد تكون حاسمة إذا تم اللجوء إليها في حالة التعادل في الوقتين الرسمي والإضافي. ويبدو ان المدرب الوطني رابح سعدان الذي شوش على خصومه بالعديد من التصريحات المتناقضة، المطمئنة حينا والحذرة أحيانا أخرى، قد نجح في الحفاظ على سرية تجهيز تعداده على الاقل قبل موعد السفر بساعات، وهو الذي تحدث قبل الندوة الصحفية التي عقدها مساء أمس، عن غيابات محتملة في صفوفه، حيث استبعد مشاركة صايفي وقال ان الحارس شاوشي خارج التعداد بنسبة 80 بالمئة وان مغني بين وبين، فيما وجد المدرب الايفواري البوسني وحيد خليلودزيتش نفسه في ورطة في ظل شح المعلومات عن المعسكر الجزائري الذي توخى السرية في آخر مران أجراه مساء أمس. لكل مدرب قراءته ووحيد يقول ليس للجزائر ما تخفيه لكن هذا المدرب وبذكاء خارق حاول إعطاء قراءة حول المنتخب الوطني بالقول "أعرف الكثير عن المنتخب الجزائري، ولا شيء يمكن إخفاؤه لأن في كرة القدم لا يمكن إخفاء الشيء الكثير، دفاعه من الصعب ترويضه، وهو يمتاز بالسرعة في الهجومات المضادة، إنه منتخب منضبط صعب المراس، والصورة التي ظهر بها أمام مالاوي لا تعبر عن حقيقته، فهو صارم وقوي الشخصية". ذلك هو ملخص القراءة التي اعطاها المدرب الايفواري عن المنتخب الجزائري، لكنه لم يكتف بذلك بل انه تحدث ايضا عن فريقه وقال "لقد عملنا لأكثر من 20 شهرا من أجل الوصول الى هنا، ومن هنا أقول لقد جئنا لنتوّج، فنحن لم نخسر طوال 23 مباراة، وان الفيلة في نهاية منعرج، فلابد من انهائه بتفوق ومن على منصة التتويج.. سعدان يرد: في هذه المرحلة الكل سواسية مثل هذا التصريح كان قد سبقه إليه رابح سعدان الذي بالرغم من انه يدرك بأن المهمة لن تكون سهلة إلا انه قال "في مثل هذه المرحلة لا يخيفني أحد، لأن الحظوظ متساوية، وكما يعرف عنا الإيفواريون الكثير، فنحن ايضا نعرف عنهم ما اخفوه وما اظهروه ونعرف كيف يفكرون وما هي ادواتهم ونقاط قوتهم وضعفهم، فهم المرشح الاقوى بالنظر لثراء تعدادهم وقيمة نجومهم، لكن وكما يقال لكل جواد كبوة، وقد خبرناه كما خبرنا في مناسبات سابقة، وانطلاقا من ذلك أقول سندافع عن حظوظنا، لأننا نؤمن في الذهاب بعيدا. النقاد منقسمون بين هذا وذاك اما النقاد فقد انقسموا بين مرشح للجزائر وقالوا ان محاربي الصحراء يجيدون التفاوض في مثل هذه المواعيد الكبرى ويعرفون كيف يدغدغون كبرياء الكبار ويستشهدون بما فعلوه بالفراعنة في أم درمان، وبين من يرشح الفيلة للمرور للمربع الذهبي ويستشهدون بالمشوار الجيد لهذا المنتخب، ولو ان هؤلاء النقاد لم تقنعهم العروض التي قدمها رفاق دروغبا في الدور الاول، حيث تعادل أمام بوركينا وفاز على غانا المنقوصة من نجومها الكبار بصعوبة كبيرة. ويبدو ان منتخب الفيلة الذي لم يجر سوى مقابلتين في"الكان" بعد انسحاب منتخب الطوغو الذي تعرض قبل انطلاق الدورة لإعتداء مسلح في مقاطعة كابيندا المطالبة بالانفصال عن انغولا، ويعاني من قلة الاحتكاك وقد قالها المدرب وحيد "لقد كنا في حاجة الى مباراة، لكن لم نتمكن من ذلك، ولم نشرع في التحضير للقاء الجزائر إلا يوم الخميس الفارط". الهواجس والمخاوف وبالمقابل فإن لكل مدرب ومنتخب مخاوفه وهواجسه التي كثيرا ما تتسبب فيها بعض الطوارئ، ويكفي في هذا الصدد الاشارة الى الانسحابات التي تسببت فيها الإصابات داخل التشكيلة الجزائرية، حيث تحدث سعدان عن شاوشي وجهز زماموش بديلا له وتحدث عن صايفي فراهن على بوعزة وربما سيدخل مغني إذا تماثل فعلا للشفاء وتأسف لإصابة ياسين بزاز الذي ربما سيغيب ايضا عن المونديال المقبل. اما في الجانب الآخر وعلى الرغم من محاولة المدرب وحيد إخفاء نقائص تعداده إلا انه لم يتردد في القول بأن غياب ايبوي المعاقب قد وضعه في حرج، وهذا ما جعله يفكر في أوراق أخرى لتعويض النقص، وهو يراهن على ديميل الى جانب فايي وكايتا.