يشكو شباب بلدية المنيعة، التي تبعد بحوالي 270 كلم عن مركز ولاية غرداية، من النقص الفادح في مناصب العمل للتخلص من الروتين القاتل الذي يعيشونه. فهم مخيرون بين الجلوس بالمقهى أو التجمع على الرصيف، ما جعل الأولياء يخافون على أبنائهم من الانحراف في ظل الفراغ الذي يعيشونه. وزيادة على ذلك، ينتظرون وبفارغ الصبر مناصب عمل جديدة، التي تعرف تأخرا كبيرا لأسباب يجهلونها حتى يتسنى لهم الاستفادة منها والتخلص من شبح الفراغ الرهيب الذي يخيم على المنطقة منذ سنوات، عساها تغنيهم عن التسكع في الشوارع أو الجلوس بالمقاهي في ظل الغياب التام للمرافق الرياضية. وأجمع العديد من الشباب أنهم أصبحوا ينفرون من دور الرياضة الموجودة في المنطقة بسبب كثرة الشباب الذين يستغلونها أسوأ الاستغلال وهو ما تسبب في بقائها مغلقة طيلة أيام الأسبوع، لتبقى مطالب الشبان في إنجاز ملعب جديد يضاف إلى الملاعب الموجودة حاليا. أما قاعات الانترنت، فتعرف فراغا كبيرا بسبب ارتفاع سعرها، الذي يصل إلى 80 دج، وهذا حسب ما أوضحه لنا بعض الشبان الذين التقيناهم بالشوارع الرئيسية لبلدية المنيعة، ذلك أن الفراغ القاتل يمكن أن يرمي بهم بين براثن الآفات الاجتماعية الأخرى. وأضاف المتحدثون أن المنطقة بها الكثير من الشباب الموهوبين في مختلف الرياضات، إلا أنهم لم يجدوا فضاءات لتفجير طاقاتهم. شباب حي لماصي وأولاد عائشة وغيرهم، الذين يتميزون في غالبيتهم بالطيبة وسمو الأخلاق لم ينكروا مجهودات السلطات المحلية في الرقي بالرياضة في بلديتهم، التي استفادت من مشاريع عديدة منها الملاعب الاصطناعية الصغيرة والتي أخرجت الشباب من غياهب التخلف والعزلة الخانقة التي يعيشون فيها. وكانت الرياضة في المنيعة من زمن بعيد تقتل الفراغ لدى عامة الشباب فمن لا يمارسها يأتي للملاعب لمتابعة المباريات أو الحصص التدريبية أحسن من الجلوس على المقاهي دون فعل شيء، سوى مراقبة العامة من المواطنين في ظل أزمة بطالة كبيرة طالت العديد منهم خاصة في الفئتين الأولى من حملة شهادات الجامعية والثانية من لا يحملون أية شهادة، فمتى تصبح مقاهي بلدية المنيعة خالية من شباب يضيعون طاقاتهم في الفراغ.