تمكنت مصالح الأمن لولاية المدية في حدود الساعة العاشرة من صبيحة أمس من إلقاء القبض على المساجين الأربعة الذين تمكنوا من الفرار ليلة الثلاثاء من الأسبوع المنصرم من مؤسسة إعادة التربية بالمدية من أصل ستة. وعلمت “الفجر” من مصادر مطلعة أن الفارين الأربعة الذين تتراوح سنهم ما بين 23 و28 سنة، تم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة المدية، بعد اتخاذ كافة الإجراءات المتمثلة في سماعهم من قبل الضبطية القضائية. كما علمنا من مصادر موثوقة أن عملية فرار المساجين الستة نتج عنها إقالة مدير السجن من منصبه، في حين تبقى التحقيقات جارية لمعرفة كيفية هروب هؤلاء. وبإلقاء القبض على السجناء الفارين الأربعة يكون سجن المدية قد استعاد كل الفارين، حيث سبق هذه العملية إلقاء القبض على أحدهم بعد نصف ساعة من اكتشاف عملية الفرار، قبل أن يسبقها قيام أحد الفارين بتسليم نفسه للنائب العام بمجلس قضاء المدية. واعتبر المتتبعون لهذه الحادثة أن رجال الأمن لولاية المدية تمكنوا في ظرف قياسي من التحكم في زمام الأمور من خلال القبض على الفارين، كانت الأولى بعد مرور نصف ساعة من العملية، في حين الثانية كانت صبيحة الجمعة، وهو ما ارتاح له المواطنون بعدما ساد الاعتقاد نتيجة الإشاعات التي سادت اليومين اللذين تبعا حادثة الفرار، أن هؤلاء الفارين يحسبون على فئة المجرمين الخطرين، وبالتالي فإنهم يشكلون تهديدا على أمنهم. وكشف مصدر مطلع ل”الفجر”، أن الخوف الذي ساد المواطنين والتحلي بروح الإبلاغ عن كل أمر مشبوه هو ما مكن مصالح الأمن من النجاح في القبض عليهم؛ حيث تلقت هذه الأخيرة يوم الخميس المنصرم إخطارا بوجود أربعة شبان غرباء عن حي 11 ديسمبر بمكان يدعى ثنية الحجر، وبعد اتخاذها لكل الاحتياطات والتدابير داهم رجال الشرطة الشقة الشاغرة بإحدى عمارات الحي اقتحمها السجناء. وسيواجه السجناء الفارون تهما جديدة، علما أنه سبق وأن حوكموا في قضايا تخص السرقة. وأضاف مصدر “الفجر” أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها مصالح الأمن من خلال تطويق مداخل ومخارج المدينة ليلة الحادثة، أسفرت عن القبض على الفار الأول البالغ من العمر 23 سنة. وينحدر من ولاية تيزي وزو، مسبوق قضائيا في جنح السرقة تم توقيفه وهو يحاول توقيف سيارات عند مخرج المدينة، أما بالنسبة للمتهم الثاني، يضيف ذات المصدر، فإن التطويق المحكم حال دون تمكين الفار الثاني البالغ من العمر 28 سنة، ينحدر من ولاية المدية من الذهاب إلى خارج المدينة، الأمر الذي دفعه إلى تسليم نفسه للعدالة.