نجح عناصر أمن ولاية المدية، صباح أمس في حدود الساعة العاشرة صباحا، في إلقاء القبض على أربعة مساجين من مجموع ستة كانوا قد هربوا من سجن المدية ليلة الثلاثاء رفقة اثنين آخرين، وقد تم تحويل هؤلاء إلى مصلحة الأمن الولائي لمباشرة إجراءات سماعهم ثم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية. أما عن المسجونين الآخرين فكان أحدهما قد سلّم نفسه يوم الخميس للنائب العام لدى محكمة المدية. فيما تم القبض على المتهم الثاني نصف ساعة فقط بعد اكتشاف عملية الفرار من السجن. هذا وحققت مصالح الشرطة لأمن ولاية المدية في سابقة تُعدّ الأولى من نوعها على المستوى الوطني وفي ظرف قياسي لم يتجاوز 60 ساعة، إنجازا مهما بإلقائها القبض على ستة مسجونين هربوا ليلة يوم الثلاثاء في حدود الساعة الثامنة والنصف من مؤسسة إعادة التربية بالمدية.. القضية صنعت الحدث الوطني خلال 48 ساعة الأخيرة اهتزت لها مدينة المدية وزرعت الرعب والخوف في نفوس المواطنين، لا سيما بعد رواج معلومات تفيد بأن المتهمين هم مجرمين خطيرين، رغم أنهم متهمين من أجل جرائم السرقة، فساد الاعتقاد وسط السكان وعلى وجه الخصوص بمدينة المدية أن هؤلاء يُشكلون تهديدا على حياتهم وسلامتهم. وقد أوضحت مصادر مؤكدة ل ''البلاد''، أمس، أن تكثيف عمليات البحث والتحري مع تشديد الطوق الأمني، ونظرا للصدى الكبير الذي أحدثته هذه القضية، جعل المواطنين أكثر يقظة وتفطنا ومراقبة للأشخاص المشبوهين في أحيائهم. وفي هذا السياق، تلقت مصالح الشرطة معلومات من قبل المواطنين تُفيد بتواجد أربعة أشخاص مشبوهين في حي 11 ديسمبر بمنطقة ثنية الحجر، لتتحرك الآلة الأمنية بهذا الاتجاه بتكثيف عملية المراقبة بطريقة احترافية وسرّية منذ يوم الخميس من أجل التأكد من هوية الأشخاص المشتبه فيهم، وبعد التعرف على الأشخاص محلّ البحث وتحديد مكان تواجدهم، نفذّت مصالح الشرطة عملية مداهمة مفاجئة يوم الجمعة باستعمال عنصر المباغتة فتمكنت من القبض على المتهمين دون أية مقاومة في حدود الساعة العاشرة صباحا، داخل شقة شاغرة بعمارة داخل الحي كان الموقوفون قد اقتحموها وجعلوها وكرا لهم. المتهمون حسب مصادرنا تم تحويلهم صباح يوم الجمعة إلى مصلحة الأمن العمومي بولاية المدية لمباشرة إجراءات سماعهم على محاضر ليتم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية، حيث سيواجهون تهما وعقوبات جديدة، إضافة إلى العقوبة الأولى. وأطلعتنا ذات المصادر أن أحد الفارين لم يتبق من فترة إنهائه العقوبة إلا ستة أشهر. وأشار المصدر إلى أن المحبوسين تورطوا جميعهم في قضايا السرقة، إذ يتعلق الأمر بكل من (ب.م)، 28 سنة، (ق.ع)، 25 سنة، (ب.م) من مواليد سنة 1984 و(غ.ع) من مواليد ,1987 ينحدرون من ولاية المدية. وأشارت مصادرنا، إلى أنه عقب تلقيها خبر الفرار ليلة الثلاثاء باشرت مصالح الأمن عمليات البحث والتحري الدقيق وكثّفت دورياتها عبر جميع إقليمالمدينة، وغلق كل المنافذ المؤدية من وإلى المدية وتطويقها تطويقا مشددا بعناصر الأمن، وأسفرت الجهود الأمنية بعد نصف ساعة من تنفيذ عملية الفرار عن القبض على أحد الهاربين، يتعلق الأمر ب (ع.ح) من مواليد سنة 1987 ينحدر من ولاية تيزي وزو ومسبوق قضائيا من أجل قضية سرقة، حيث تم توقيفه من قبل إحدى الدوريات عند مخرج المدينة عندما كان يُحاول توقيف سيارات من أجل نقله. ونظرا للتعزيزات الأمنية التي ميّزت مدينة المدية خلال تلك الفترة، لم يتمكن أحد الفارين من التخلص من المراقبة الشديدة، فقام بتسليم نفسه للنائب العام لدى محكمة المدية صباح يوم الخميس ويتعلق الأمر بالمدعو (م.ج)، يبلغ من العمر 28 سنة من المدية. تجدر الإشارة إلى أن الفارين كانوا قد استغلوا هشاشة سقف الحبس الذي يعود بناؤه إلى الفترة الاستعمارية سنة ,1961 وتم إنجاز سقفه بمادة القرميد، ما جعل كسره سهلا بعد اهترائه عقب سقوط الأمطار، ما جعل مختلف المصالح الأمنية من مصالح الشرطة والدرك الوطني تستنفر كل وحداتها وتُعلن حالة الطوارئ في المدينة.