تكتبه استثناء حدة حزام نسي زميلي رشدي رضوان أن يوجه لي دعوة للمساهمة في سنوية الملحق الثقافي ل”الفجر”، الذي أطفأ شمعته الأولى، أو بالأحرى أشعل شمعته الثانية الأسبوع الماضي، وقد وجهت له اللوم، لأنني قارئة ومتابعة جيدة للملحق، بل وفخورة به، لأن ”الفجر” من الصحف القليلة التي تولي اهتماما للثقافة بفضل رئيس القسم وعناصره النشطة.. وبفضل طاقم التحرير الذي هو أيضا مثلي له إيمان راسخ بأن الثقافة هي مفتاح كل تغيير يمكن أن يحدث في مجتمع ما. وتقاس قوة الشعوب بتراكمها الثقافي والحضاري، الذي يظهر في سلوك الفرد، كبطاقة هوية، وليس بطبقات الغبار المتراكم على الأبنية والآثار مهما كان عمرها الزمني. بفضل ”الفجر الثقافي” اكتشفت أقلاما متميزة مثل أحمد عبد الكريم في ”هوامش”، وهاجر قويدري التي أتنبأ لها بمستقبل أدبي نير، وستكون حتما نجما في سماء الأدب الجزائري والعربي، فهي تحمل بذرة الروائية بمواصفات عالمية لن تقل أهمية عن آسيا جبار أو أحلام مستغانمي، وستكون ”الفجر” فخورة بأنها احتضنت يوما ما توقيعاتها. بفضل ال”كاري” تمتعت أيضا بكتابات رشدي رضوان ذات اللغة السلسة والأفكار العميقة، والروح المرحة وانتقاداته اللاذعة للواقع الثقافي جزائريا وعربيا.. وعبر ”الفجر الثقافي” مرت أسماء تركت بصماتها على صفحات ”الفجر”، وأذكر منها أحلام مستغانمي، جهيدة وهبة التي أحب إنشادها الصوفي المميز، وفضيلة الفاروق، وصديقتي الرقيقة ربيعة جلطي، وأمين الزاوي وغيرها من الأسماء التي لا يسعني المكان لذكرها، وأكن لها من عميق قلبي المودة... هنيئا للمثقف الجزائري بهذا الفضاء الذي أتركه مفتوحا لكل الإسهامات البناءة، وكل سنة ونحن مثقفون...